للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثقفي البصري (حَدَّثَنَا أيوب) بن أبي تميمة السختياني (عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير (عن سعيد بن زيد) بن عمرو بن نفيل العدوي أحد العشرة السابقين الأولين (١) (عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحيا) وصفة الإحياء عند الشافعي معتبرة بالعرف فيما يراد به الإحياء (٢).

(أرضَا ميتةَ) الميتة والموات والموتان بفتح الميم والواو (٣) هي الأرض التي لم تعمر قط. وقال الأزهري وغيره: كل شيء من متاع الأرض لا روح فيه (٤) فيقال له: موتان (٥).

(فهي له) أي: تملك بإحياء الأرض، وفي رواية: " فهو أحق" (٦)، وذلك إنما يكون بحفره أو بحجره أو إجراء الماء ونحو ذلك من الإحياء، فمن فعل ذلك فقد ملك الأرض سواء أذن السلطان أم لا، وإلى هذا ذهب الشافعي وأكثر العلماء.

وقال أبو حنيفة: لا يملكها بالإحياء إلا بإذن السلطان (٧).

ومحل الخلاف أن هذا الحديث حكم أو فتوى، فمن قال بالأول قال: لابد من الإذن، ومن قال بالثاني قال: لا يحتاج إليه، وهذا


(١) "الإصابة" ٣/ ١٠٣.
(٢) "الأم" ٤/ ٤١، و"الحاوي" ٧/ ٤٨٦.
(٣) قال ابن الأثير في "النهاية" ٤/ ٨٠٩: وفيه لغتان: سكون الواوِ وفَتحها مع فتح الميم.
(٤) في (ر): فيها.
(٥) "تحرير ألفاظ التنبيه" ١/ ٢٣١.
(٦) أخرجها البخاري (٢٣٣٥).
(٧) "الأم" ٤/ ٤١، و"شرح السنة" للبغوي ٨/ ٢٧١، و"شرح النووي على مسلم" ١٤/ ١٦٥ و"عمدة القاري" ١٨/ ٤٧٤، و"البحر الرائق شرح كنز الدقائق" ٨/ ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>