للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الهاء - فقلت: مَهٍ مَهْ (١).

(فأبت) أي: امتنعت أن تترك الملاعنة لما يلحقها من العار وغيره عند سكوتها (ففعلت) لفظ مسلم: فلعنت (٢)، وهو أصرح من فعلت (فلما أدبرا قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لعلها أن تجيء به) أي: بالولد (أسود جعدًا) بفتح الجيم وسكون العين، قال في "النهاية": الجعد في صفات الرجال يكون مدحًا وذمًّا، فالمدح معناه أنه شديد الأسر والخلق، أو يكون جعد الشعر وهو ضد السبط؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم، وأما الذم فهو القصير المتردد الخلق، وقد يطلق على البخيل أيضًا فيقال: هو جعد اليدين ويجمع على جعاد، ومنه الحديث أنه سأل أبا رهم الغفاري: "ما فعل النفر السود الجعاد" (٣) انتهى، وظاهر هذا يدل على أن المراد هنا صفة الذم؛ لأن أسود اللون صفة ذم، وكذا صفة الجعودة، وكذا الشعر القطط صفة ذم، ويدل عليه الرواية المتقدمة: فجاءت به على النعت المكروه (فجاءت به أسود) اللون (جعدًا) أي: جعد الشعر.

[٢٢٥٤] (ثنا محمد بن بشار، حدثنا) محمد بن إبراهيم (ابن أبي عدي) البصري (أنبأنا هشام بن حسان) الأزدي مولاهم الحافظ.

(قال: حدثني عكرمة، عن ابن عباس) رضي الله عنهما (أن هلال بن


(١) "الصحاح" (مهه).
(٢) "صحيح مسلم" (١٤٩٥).
(٣) "النهاية في غريب الحديث" ١/ ٢٧٥، والحديث رواه أحمد ٤/ ٣٤٩، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٥٤)، وابن حبان (٧٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>