للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من شيء خفت عقباه، وقال الفراء وأبو زيد وغيرهما: راب وأراب بمعنى (١).

وقال غيرهم: يريبني، أي: يشق علي ويؤلمني. يقال: رابني فلان إذا رأيت منه ما تكره، ثلاثيًّا، وهذيل يقال: أرابني رباعيًّا. ومنه (ما أرابها) أي شق عليها (ويؤذيني ما آذاها) يعني: إذا تأذت فاطمة في نفسها تأذى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسببها، وأذى النبي - صلى الله عليه وسلم - حرام، وفيه القول بسد الذرائع وإعمال للمصالح، وأن حرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم من حرمة غيره ويظهر حالنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل يحرم علينا كل شيء يتأذى به، وإن كان في أصله مباحًا لنا وإن أدى إلى أذى النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتفعت الإباحة ولزمت التحريم، وفيه ما يدل على غضب الرجل لابنته وولده وحرمه، وعلى الحرص في دفع ما يؤدي إلى ضررهم وإن كان بوجه جائز.

(والإخبار) بكسر الهمزة (في حديث أحمد) دون قتيبة.


(١) "شرح النووي" ١٦/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>