للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للشيء يعمي ويصم" (١). فهذا لا يظهر له فيه الإرشاد لميله الذي عزم عليه، قال: ويحتمل أن يكون الهم بمعنى النية؛ لأن النفس لا تخلو من الخطرات، وأكثرها لا يثبت، فلا يستخير إلا على شيء ينويه ويعزم عليه؛ لئلا يستخير في أمرٍ لا يعبأ به فيكون سوء أدب.

(فليركع) وإنما جاءت الصلاة في الاستخارة دون غيرها من الدعوات؛ لأن الاستخارة من أهم الأمور وأعظمها بركة؛ لأن فيها صلاح الدين والدنيا والآخرة، وطالب مراد الله تعالى يحتاج إلى قرع باب الملك بأدب [ولا شيء أنجع ولا أنجح] (٢) يقرع به باب المولى من الصلاة، لما جمع فيها من التعظيم لله، والثناء عليه، والافتقار إليه وتلاوة كتابه الذي به مفاتيح الخير (ركعتين من غير الفريضة) فيه استحباب صلاة ركعتين، وظاهر رواية الإمام الزيادة على ركعتين؛ فإنه روى عن أبي أيوب الأنصاري بلفظ: "فأحسن وضوءك وصل ما كتب الله لك، ثم احمد ربك ومجده" (٣) (٤). قال بعض السلف: يقرأ بعد الفاتحة في الأولى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} إلى قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (٥) ويقرأ في الثانية [بعد الفاتحة] (٦) {وَمَا كَانَ


(١) سيأتي برقم (٥١٣٠).
(٢) في (م، ر): أرفع من باب. ولا يستقيم السياق بها، والمثبت مما نقله ابن حجر عن أبي جمرة في "فتح الباري" ١١/ ١٨٦.
(٣) في (م): بحمده.
(٤) أخرجه أحمد ٥/ ٤٢٣، والحاكم ١/ ٣١٤ من حديث أبي أيوب الأنصاري.
وقال الحاكم: تفرد به أهل مصر ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه.
(٥) القصص: ٦٨ - ٧٠.
(٦) سقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>