للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(فقال: أوصيك (١) يا معاذ لا تدعن (٢) في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك) فيه استحباب هذا الذكر بعد السلام من الصلاة، أي: صلاة كانت فريضة أو نافلة وإن كانت الفريضة آكد (و) على (شكرك) أي: على (٣) كمال شكرك؛ إذ لا يتمكن منه إلا بتوفيق الله وإعانته وشرح صدره [وتنوير بصيرته] (٤) بحيث يطلعه الله تعالى من (٥) كل شيء على حكمته وسر الله المخبون (٦) في خليقته، فمن لم ينكشف له ذلك لم يفهم حقيقة الشكر، فعليه (٧) باتباع السنة وحدود (٨) الشرع فتحها [الله. إن] (٩) الشكر وهو يحتاج إلى علم وعملٍ، والعلم أن يعلم أن النعم كلها من الله تعالى المنفرد بجميعها والوسائط مسخرون مقهورون، والعمل أن يستعمل نعم الله تعالى في محابه لا في معاصيه فالعين (١٠) مثلًا نعمة فشكرها أن يستعملها في مطالعة كتاب الله تعالى وكتب العلم، ومطالعة السماوات والأرض ليعتبر بها ويعظم خالقها، وأن يغض بصره عن كل عورة يراها من المسلمين، وكذا الأذن


(١) من (ر).
(٢) في (ر): تدع.
(٣) من (ر).
(٤) سقط من (ر).
(٥) في (ر): على.
(٦) الخبن: التقليص. والمقصود بالمخبون: أي المطوي: بحيث لا يُرى.
(٧) في (ر): فعليك.
(٨) في (ر): قد رد.
(٩) في (ر): أسرار.
(١٠) من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>