للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تعالى؛ لأنه تغير وانكسار يعتري بدن الإنسان من خوف ما يعاب به (١) أو يذم، واشتقاقه من الحياة، يقال: حيي الرجل كما تقول: نسي وهذِه الأشياء لا تعقل إلا في حق الجسم، وإن كان كذلك وجب تأويله في الأحاديث.

وفيه وجهان ذكرهما الرازي: الأول وهو القانون (٢) في أمثال (٣) هذِه الأشياء أن كل صفة ثبتت (٤) للعبد مما يختص بالأجسام، فإذا وصف الله بذلك فذلك محمول على نهايات الأعراض لا على بدايات الأعراض، مثاله أن الحياء حالة تحصل للإنسان لكن لها مبدأ (٥) ومنتهى، أما المبدأ (٦) فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن (٧) ينسب إلى القبيح، وأما النهاية فهي أن يترك الإنسان ذلك الفعل، فأما (٨) الحياء في حق الله تعالى فليس المراد منه ذلك الخوف الذي هو مبدأ الحياء ومقدمته بل ترك (٩) الفعل الذي هو منتهاه وغايته (١٠)، وكذلك الغضب له مقدمة وهي غليان دم القلب وشهوة الانتقام، وله


(١) من (ر).
(٢) في (ر): القائلون.
(٣) في (ر): إمساك.
(٤) في (م): تبد.
(٥) في (ر): مبتدأ.
(٦) في (ر): المبتدأ.
(٧) في (ر): أو.
(٨) في (م): فإذا ورد.
(٩) في (م)، يدل على.
(١٠) في (م): عاقبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>