للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: (حدثني أهل بيتي) يقال: إنه أخوه علقمة (عن أبي) هذا يدل على أنه لم يدرك أباه، وهو الصواب كما تقدم (أنه حدثهم، أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه مع التكبيرة) (١) لفظة مع (٢) هنا دالة على المقارنة والمصاحبة، بخلاف الرواية المتقدمة بلفظ: رفع يديه، ثم كبر.

وفي رواية مسلم (٣)، عن مالك بن الحويرث: كبر ثم رفع يديه. وأما ورود مع بمعنى بعد [كما قال بعض] (٤) أهل اللغة في قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥)} (٥) لتعذر المصاحبة في الآية، فالوجه فيه أن يقال: لما وعده الله تعالى اليسر، وكان وعد الله مفعولًا، عبَّر عنه بالمصاحبة والاقتران تحقيقًا للقرب.

وقد اختلف العلماء في مقارنة التكبير بالرفع، والأصح عند الشافعي ابتداء رفع اليدين مع ابتداء التكبير ولا استحباب في الانتهاء.

والوجه الثاني وصححه النووي (٦)، وصححه عن نص الشافعي في "الأم" (٧) صريحًا وجزم به صريحة أن يكون ابتداؤه مع ابتدائه وانتهاؤه


(١) أخرجه أحمد ٤/ ٣١٦، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ٢٦ من طريق المسعودي به. وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٧١٥): حديث صحيح.
ورجال إسناده موثقون، إلا أن فيه جهالة بين عبد الجبار وأبيه، لكن الحديث صحيح؛ لأن له طرقًا أخرى.
(٢) من (م).
(٣) "صحيح مسلم" (٣٩١/ ٢٤).
(٤) في (ص، ل): كمال بعض.
(٥) الشرح: ٥.
(٦) "المجموع" ٣/ ٣٠٨، و"شرح النووي على مسلم" ٣/ ٣٠٧.
(٧) "الأم" ١/ ٢٠٥ - ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>