للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالتشديد، وهما لغتان نزل وأنزل (١) (منازلهم) والمراد بالحديث الحض على مراعاة مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم وتفضيل بعضهم على بعض في الإكرام في المجالس وفي القيام والمخاطبة والمكاتبة وغير ذلك من الحقوق. قال النووي: وهذا في بعض الأحكام أو أكثرها، وقد سوى الشرع بينهم في القصاص والحدود وأسبابها (٢). انتهى.

وفي التعازير يعزر كل أحد بما يليق به، وقد ميز الشرع بينهم بقوله: "ليلني منكم ذوو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم" (٣) فيقدم في القرب منه الأفضل فالأفضل من البالغين والعقلاء إكرامًا لهم، فيعامل الإمام كل أحد بما يلائم منصبه في الدين والعلم والشرف والمرتبة، فإن اللَّه أعطى (٤) كل ذي حق حقه.

قال الإمام مسلم قبل هذا الحديث (٥): فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته، ولا يرفع متضع القدر في العلم فوق منزلته، ويعطى كل ذي حق حقه، من قول اللَّه تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (٦) وقد أخذ المحدثون من هذا أن عليهم أن يبذلوا وسعهم في تبيين رجال الأسانيد ونقد رجالهم وتمييز صالحهم من طالحهم.

(قال: ) المصنف (وحديث يحيى) بن إسماعيل كذا صوابه، وعند اللؤلؤي: ابن اليمان. (مختصر) كان اقتصر فيها على قوله: (أنزلوا


(١) مكانها بياض في (م).
(٢) "شرح مسلم" ١/ ٥٥.
(٣) رواه مسلم (٤٣٢، ٤٣٢ م) من حديث أبي مسعود وعبد اللَّه بن مسعود مرفوعا.
(٤) و (٥) ساقطة من (م).
(٦) مقدمة "صحيح مسلم" ص ٤ - ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>