دينُ النبي محمد أخبارُ ... نِعمَ المطيّةُ للفتى الآثارُ
لا تُخدعنّ عن الحديث وأهله ... فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربّما غلط الفتى سُبُل الهدى ... والشمس بازغةٌ لها أنوارُ
وأنشدني والدي أبو عمرو محمد، قال: أنشدني والدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس رحمهما الله تعالى قال: أنشدني الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي قال: أنشدني أبو الوليد سعد السعود بن أحمد بن هشام قال: أنشدني الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الملك قال: أنشدنا أبو أسامة يعقوب، قال: أنشدني والدي الفقيه الحافظ أبو محمد بن حزم لنفسه:
مَن عذيري من أناس جهلوا ... ثم ظنّوا أنهم أهلُ النظرْ
ركبوا الرأي عناداً فسروا ... في ظلام تاه فيه من غبَرْ
وطريقُ الرشد نهجٌ مهْيعٌ ... مثلما أبصرتُ في الأفق القمرْ
وهو الإجماع والنّص الذي ... ليس إلا في كتابٍ أو أثرْ
والله المسؤول أن يلهمنا رشداً يدلّنا عليه، ودلالة تهدينا الى ما يُزلِفنا لديه، وهداية يسعى نورها بين أيدينا إذا وقفنا يوم العرض بين يديه بمنّه وكرمه إن شاء الله تعالى.
وكنت بصفد لما بلغتني وفاته رحمه الله تعالى:
فلقد ألمْتُ فما الحِمامُ بصادحٍ ... أسفاً ولا أغصانها بموائسِ