للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عمدة".

على أن قول أبي حنيفة في ذاته صحيح، فإن مذهب أهل السنة، أن مرتكب الكبيرة لا يكفر بارتكابها، ومخالفو أبي حنيفة من أهل السنة، وإن ذهبوا إلى أن الإيمان قول وعمل لكنهم لم يخرجوا مرتكب الكبيرة عن الإيمان ولم يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان إلا الخوراج، الذين يكفرون مرتكب الكبيرة، والمعتزلة، القائلون بالمنزلة بين المنزلتين، أي الواسطة بين المؤمن والكافر. ومن أجل هذا نرى أن هذه الرواية يجب القطع بكذب نسبتها إلى هؤلاء العلماء.

وفي الأخبار، من رقم: (١٤ إلى ١٩)، من هذه النقطة، والأخيار رقم: (٧ و ٨ و ٩)، من النقطة الرابعة (د)، نسبة أبي حنيفة إلى الإرجاء، وفي إسناد كل خبر من هذه الأخبار، رجل أو أكثر مطعون فيه، كما سأذكر بعضهم بعد قليل.

وأبدأ الآن بذكر بعض الرجال، أحمد بن كامل القاضي، قال الدارقطني: كان متساهلًا ربما حدث من حفظه بما ليس عنده، وأهلكه العجب. وذكر ذلك الخطيب نفسه في تاريخه رقم (٢٢٠٩). وفي الخبر محمّد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الخطيب في تاريخه رقم: (١٣٢٦)، كان لا يحفظ إلا حديثين، أحدهما حديث الطير، وهو موضوع بإجماع المحدثين.

وأما الخبر الخامس عشر، فمفاده، أن أبا مسهر كان يقول: "كان أبو حنيفة رأس المرجئة".

وأما الخبر السادس عشر، ففيه الحسن بن الحسين بن دوما النعالي. قال الخطيب نفسه في تاريخ بغداد رقم: (٣٨١٢): "أفسد أمره. بأن ألحق لنفسه السماع في أشياء لم يكن عليها سماعه". قال الذهبي في الميزان: "يعني زَوَّرَ".

والخبر السابع عشر بمعناه تمامًا وأما الخبر الثامن عشر، ففيه ابن درستويه، وقد مر ما فيه من الضعف.

وأما الأخبار رقم: (١٩، ٢٠، ٢٢)، من هذه النقطة، والخبر التاسع من النقطة الرابعة (د)، فتشتمل على نسبة أبي حنيفة إلى القول، بمقالة جهم بن صفوان.

وإسناد هذه الروايات لا يخلو من مقال، وقد أورد الخطيب نفسه هذه الأخبار بالأخبار رقم: (٢٣، ٢٤، ٣١)، من هذه النقطة.

وأسوق خبرًا من الأخبار التي تنسب إلى أبي حنيفة، القول بمقالة جهم بن صفوان. وهذا الخبر رقم (١٩) كما ساقه الخطيب فقال "وأخبرنا ابن الفضل. أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا عبدة، قال: سمعت ابن المبارك، -وذكر أبا حنيفة- فقال رجل: هل كان فيه من الهوى شيء؟ قال نعم، الإرجاء. وقال يعقوب، حدثنا أبو جزى عمرو بن سعيد بن سالم، قال: سمعت جدي، قال: قلت لأبي يوسف: كان أبو حنيفة مرجئًا؟ قال نعم. قلت: كان جهميًا؟ قال: نعم، قلت: فأين أنت منه؟ قال: إنما كان أبو حنيفة مدرسًا، فما كان من قوله حسنًا قبلناه، وما كان قبيحًا تركناه عليه".

وفي الخبر، عبد الله بن درستويه، وقد مر وصف حاله، وفيه أحمد بن الخليل البغدادي، المعروف بـ (جور)، توفي سنة ستين ومائتين، قال الدارقطني: