للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْجَاهِلِيَّةُ تَقُولُ ذَلِكَ لِلْمَرْأَةِ إِذَا أَرَادُوا فِرَاقَهَا وَطَلَاقَهَا، يَعْنُونَ بِذَلِكَ: اذْهَبِي فَلَا حَاجَةَ لِي فِيكِ، وَالسَّرْبُ أَيْضًا، بِفَتْحِ السِّينِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، الطَّرِيقُ، يُقَالُ: «خَلِّ لَهُ سَرْبَهُ، يَعْنِي بِهِ طَرِيقَهُ» وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولَاهَا، وَنَجْنَجَهَا ... مَخَافَةَ الصَّيْدِ حَتَّى كُلُّهَا هِيَمُ

وَأَمَّا الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» فَإِنَّهُ يُعْنَى بِقَوْلِهِ: " فِي سِرْبِهِ: فِي نَفْسِهِ، وَهُوَ مَكْسُورُ السِّينِ مُسَكَّنُ الرَّاءِ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ وَاسِعُ السِّرْبِ، يُعْنَى بِهِ: أَنَّهُ رَخِيُّ الْبَالِ، وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " مَرَّ بِي سِرْبٌ مِنْ قَطًا، وَظِبَاءٍ، وَنِسَاءٍ، فَإِنَّهُ بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ الْقَطِيعُ مِنْ ذَلِكَ يَجْمَعُ سُرُوبًا، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي دَاوُدَ الْإِيَادِيِّ: أَوْحَشَتْ مِنْ سُرُوبِ قَوْمِي تَعَارُ فَأرُومٌ، فَشَابَةٌ فَالسِّتَارُ بَعْدَمَا كَانَ سِرْبُ قَوْمِيَ حِينًا لَهُمُ النَّخْلُ كُلُّهَا وَالْبِحَارُ

<<  <   >  >>