٨]، يقال منه: يمنُّه منًّا قطعه، والمنين الحبل الضعيف، وحبل منين، أي مقطوع.
ويأتي المن بمعنى الإنعام، كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٦٤]. يقال: قد من الله على فلان، إذا أنعم، أو لفلان علي مِنَّة.
ويأتي بمعنى: النقص من الحق والبخس، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ [القلم: ٣]. ومنه المنة المذمومة، لأنه ينقص النعمة، ويكدرها (١).
[ثانيا: المن في أقوال المفسرين]
المن: هو ذكر النعمة على معنى التعديد لها، والتفريع لها، مثل أن يقول: قد أحسنت إليك، ونعشتك، وشبهه.
وقيل: هو التحدث بما أعطى، حتى يبلغ ذلك المعطى فيؤذيه (٢).
وقيل: هو ذكر المنة للمنعم عليه على سبيل الفخر عليه بذلك، والاعتداد عليه بإحسانه (٣).
وقيل: هو ذكر النعمة والإحسان، ليراعيه المحسن إليه (٤).
وهذه الأقوال في معنى المن مطلقا، وأما في الآية:
فقال قتادة: ﴿لا تمنوا﴾ أنا أسلمنا بغير قتال، لم نقاتلك، كما قاتلك بنو فلان، وبنو فلان (٥).
(١) انظر: مفاتيح الغيب للرازي (٧/ ٤٩)، والمفهم في شرح مسلم (١/ ٣٠٤)، ولسان العرب (١٣/ ٤١٥)، وما بعدها، مادة "منن"، والبحر المحيط (٢/ ٦٥٠).
(٢) انظر: القولين في الجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٠٨).
(٣) انظر: تفسير البحر المحيط (٢/ ٦٥٠).
(٤) انظر: التحرير والتنوير (٢٦/ ٢٦٩).
(٥) انظر: جامع البيان (٢٦/ ١٤٥).