فأبدلوا من همزة أفعل هاء فقالوا مُهيمنٌ والأصل مؤيمن من اليمن والأسماء التي يراد بها المدح لا يمتنع أن تشق من كل محمود ثم تنقل من موضع إلى موضع وان ظن السامع انّ ما نُقلت اليه بعيد مما نقلت عنه وانما قلتُ ذلك لأن مهيمنا في جميع مواضعه لا يمتنع أن يكون من الأمن والأسماء التي يراد بها المدح لا يمتنع إن تشتق من كل محمود ثم تنقل من موضع إلى موضع وان ظن السامعُ إن ما نُقلت اليه بعيد مما نقلت عنه وإنما قلت ذلك لأن مهيمنا في جميع مواضعه لا يمتنع إن يكون من الأمن ومن اليمن كما انا نقول إن الإله اسمُ اشتق من أحد أمرين إمامن الوله لأنه يوله اليه في الحوائج وعند التشدائد التي تُوله أي تذهب العقل وإما من ألهت العين تأله إذا حارت فيراد به أنه يحار في أمره وعجائبه ثم أبدلت من الهمزة اللام فقالوا الله وكأنهم لما قالوا الله جعلوا الألف واللام بدلا من الهمزة هكذا عبارة، المتقدمين ويجوز أن تكون حركة الهمزة ألقيت على اللام فقيل أللاه وهي لغة كثيرة وبها قرأ ورش عن نافع في مواضع كثيرة من القرآن وقال الشاعر:
وجدت أبي قد أورثه أبوه ... خلالا قد تُعدُّ من المعالي
ثم أدغموا اللام الأولى في الثانية فقالوا الله وهذا أقيس من أن يكونوا حذفوا الهمزة من غير أن ينقلوا حركتها إلى اللام وإنما ذكرت ذلك لأن الأسماء قد تجيء فيما يختص بشيء ليس هو لغيره فيجوز أن تكون مهيهن اختص بأن هاءه ة بدلٌ من همزة أفعل كما خُص اسم الله سبحانه بهذا التغيير وانما كان ينبغي أن يُجعل نون مُهيمن بدلا من ياء لو كانوا استعلموا المهيمي في صفات الله غز وجل ولم يفعلوا ذلك ولم تجدهم بنوا فيعَل في الماضي من ذوات الياء ولا الواو اللتين هما لامان لم يقولوا غيزى من غزا ولا قيضي من قضى فأما قولهم كميتُ وكمنت فليس هو إبدالا تصريفيا وإنما هوا ابدالُ سماع يبدل، فيه الحرف مما قاربه وباعدهُ فان قيل فما تنكر أن يكون قيل مهيم وهو مفعيل من الهمي ثم قوي التنوين فجعل نونا قيل يمتنع ذلك من وجهين أحدهما انهم ينطقوا بالمُهيمي فيدعي ذلك فيه والآخر أن هذا شيء يزعمه بعض الناس في ضرورة الشعر كأنهم يقولون مررت بعمر وثم يقولون مررت بعمر وثم يقوون التنوين وقد اجترؤا على زيادة النون في القوافي كما اجترؤا على تنوين ما فيه الألف واللام منهن وذلك حُكى لا يجوز في الكلام المنثور لأن الألف واللام والتنوين لا يجتمعان وقد حكى المتقدمون التنوين في القوافي وان كانت الكلمة غير منونة اسما كانت أو فعلا فحكوا عن العرب أنهم يقولون من طلل أقفر ثم أنهجا فينونون وينشدون:
يا بتا علك أو عساكا
بالتنوين وكذاك ينشد بعض العرب قول امرئ القيس:
بريا القرنفل
منونا فلما كانوا يفعلون ذلك رأوا النون قال الراجز:
قد تعلمُ العيسُ العتاقُ أني ... أحدو بها منقطعاً شِسْعَنّي
يريد شسعى وقال آخر:
وأنت يابني فاعلم أني ... أحب منك موضع الوُشحن
موضع الإزار والقفن
فكان لغة هذا الراجز أن ينون القوافي فيقول القفاً ثم اجترأ فشدد وأنشد ابن الأعرابي عن المفضل.
لم يبق منها غير موقدنه ... وغير آثار بها سفعنه
وفي هذه الأبيات: لاتهزئي منا سليمى انه انا لوقافون بالثغرنه والكلام في هذا يتسع والقول يطول ولا أمنع أن يجيء الفعلُ على فعلن وان كان المتفدمون لم يذكروه لأن الاسم أذا جاء على ذلك وجب أن يجيءعليه الفعل إذا كان ألاسم أصلا والفعل متفرغ منه وقد قالوا ناقة رعشن وهو من الارتعاش وامرأة خلبن وهي من الخلابة واختلفوا في الضيفين فروى عن الخليل أنه كان يجعل النون فيه زائدة ويأخذه من الضيف وحكى عن أبي زيد أنه قال ضفن الرجل إذا جاء مع الضيف وهو على رأي أبي زيد فيعل وعلى رأي الخليل فعلن ويقوي قول أبي زيد أنهم قالوا رجل ضفن وامرأة ضفنة قال جرير:
تلقى الضفِّنَّةُ من بنات مجاشع ... ولها إذا إنحل الإزار حران