للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أَغْشَ هذا البابَ قبلُ ولم تكن ... تُضايقني فيه الرِّجال وتَزْحَمُ

كذبْتُ عَلى نفسي إِذا قمتُ شاكراً ... وليس لسانُ الحال عنّي يُتَرْجِمُ

وقالوا تجمَّلْ لا تُخِلَّ بِعادةٍ ... عُرِفْتَ بها فالصبرُ أَولى وأَحزمُ

وهل بعد عَبّادان يُعْلَمُ قَرْيَةٌ ... كما قيل أَو مِثلُ ابن شاوَر يُعْلَمُ

وقوله:

مضى بَدْرٌ فأَغْنى عنه طيٌّ ... بما أَولى من الكَرَم الجزيلِ

وقِدْماً كنتُ أَمدحُ للعطايا ... فقد أَصبحتُ أَمدح للسَّبيل

لقد طَلَعتْ علَيَّ الشمسُ لمّا ... عَدِمْتُ وقِايةَ الظِّلِّ الظَّليل

وقوله في أخي شاور:

أَتَيْتُ إِلى بابك المُرْتَجى ... فأَلفيتُه مغلقاً مُرْتَجا

فقلتُ لِبوّابه سائِلاً ... أَيُغْلَق بابُ النَّدى والحِجى

فقال أَراك كثيرَ الكلام ... وعندي من الرأْي أَن تَخْرُجا

وإِلاّ نَتَفْتُ سِبالَ المديح ... وأَتبعتُها بِسبال الهِجا

وقوله فيه وكان بمنية غمر، فركب إليه في البحر:

ولمّا دَنا عالي رِكابِك هَزَّني ... إِليك اشتياقٌ ضاع في جَنْبه صَبري

وحين رأَيتُ البَرَّ وَعْراً طريقُهُ ... ركبتُ أَخاك البحرَ شَوْقاً إِلى البحر

وما أَنا بالمجهول عِلْمُ مَسيره ... إِليك ولا الخافي حديثي ولا ذِكري

ولا أَنتَ ممَّن يُرْتَجى لِسوى الغنِى ... ولا أَنا من أَهلِ الضَّرورة والفقر

سيسَأَلنُي عندَ القُدوم جماعةٌ ... من النّاس عمّا ذا لقيتُ من الأَمر

ولا بُدَّ أَن يجري الحديثُ بذكر ما ... فعلتَ معي فاختر بنا أَشرف الذِّكر

ومَنْ ينتجِعْ أَرضَ العراق وَجِلَّقٍ ... فمُنْيَةُ غَمْرٍ مركزُ الكرم الغَمْر

وقوله في بعض الأمراء يطلب عمامة:

رأَيتكُ في المَنام بَعَثْتَ نَحوي ... بحامِلة الْحَيا وهي الْغَمامهْ

فأَوَّلْتُ الحَيا بحَياك منّي ... وصَحَّفتُ الغَمامة بالعِمامهْ

فأَنْفِذْ لي بأَطولَ من حِسابي ... إِذا أُحْضِرْتُ في يوم القيامهْ

ومنها:

كأَنَّ بياضَها وَجْهٌ نَقِيٌّ ... وحُسْنُ الرَّقْم فوق الخَدِّ شامهْ

ولا تبعثْ بقيمتها فإِنّي ... أَراه من التكلُّف والغرامهْ

وليس القَصْدُ إِلاَّ تاج فخرٍ ... يُطَوِّل قامةً ويَصُون هامهْ

وما هذا المديحُ سوى أَذانٍ ... فقل لِنَداك حَيَّ عَلَى الإِقامهْ

وقوله من قصيدة في بعضهم:

خُذْ يا زَمانُ أَماناً من يَديْ أَملي ... لا رَوَّعتْ سِرْبَك الأَطماع مِنْ قِبَلي

ولا مَددْتُ إِلى أَيدي بَنيك يَدي ... إِذاً فلا وأَلَتْ كَفّي من الشَّلَلِ

صانوا بأَعْراضِهم أَعراضهم فغَدا ... شِعْري وسِعري مَصوناً غيرَ مُبْتَذَلِ

تركتُ مَنْ كنتُ أُطريه وأُطْربه ... فلا ثَقيلي يُعَنِّيهم ولا رَمَلي

وكيف أَنْشَطُ في أَوصافِ ذي كَرمٍ ... كسلانَ يرمي نَشاطَ المدْحِ بالكَسَلِ

حَلَّيْتُ جِيدَ عُلاه وهي عاطلةٌ ... وجاءَني منه جِيدُ المَدْح بالعَطَلِ

أُثني ويُثْني رجالٌ ضَمَّني معهم ... وَزْنُ الكلام وليس الكُحْلُ كالْكَحَلِ

وليس يُحْفَظ إِلاّ ما نَطقتُ به ... حتى كأَنَّ سِوى ما قلتُ لم يُقَل

ذَنْبي إِلى الدَّهْرِ فضلٌ لو سَترتُ به ... عَيْبَ الْحوادث لم تُنْسَب إِلى الزَّلل

إِنْ آثرتْ ثروةُ الدُّنيا مُجانَبتي ... فإِنَّها ابنةُ أُمّ الغَيِّ والخَطَل

ولي إِذا شِئتُ من تاجِ الخلافة مَن ... أَرى به شَرَفَ الأَفعال في رجل

إِن جاد أَو كاد في يَوْمَيْ ندًى ورَدًى ... فاضَتْ أَنامله بالرِّزْق والأَجَل

<<  <  ج: ص:  >  >>