للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واهي مَناط الخصر، سُنّةُ عينِه ... تُقْتَصُّ في قتل النفوس وتُقْتَفى

يبدو فتقرأُ في صحيفة خدّهِ ... من مشق أَقلام الملاحة أَحرفا

ذو وَجْنةٍ نُقشت بنقطة خاله ... ونبات عارضه فخِيلَتْ مُصْحفا

وله، أنشدنيها زين الدين الواعظ:

قِفْ قليلاً لأَسْأَلَكْ ... مَنْ مِنَ الأُفْقِ أَنزلَكْ

صِرتَ في الأَرض ماشياً ... بعد ما كنت في الفلَكْ

أَيُّها البدر، بالذي ... لمُحاقي قد أكمَلَكْ

أَيُّ شرع أَباح طر ... فك إِتلاف ما ملَكْ

وله:

فَنائي فيك أَعذبُ من بقائِي ... ودائي منك أَنفعُ من دوائِي

وذُلّي في هوان هواك عِزٌ ... وإِنْ طاحت عهودك في الهواءِ

بنفسي من يحلّل عَقْد صبري ... إذا ما ماس في عُقَد القَباءِ

ومَن يوهي قِواي بعطف صُدغ ... كما انعطف الظلام على الضياءِ

أَقول وقد بدا ينهالُ ليناً ... كما ارتجَّ اللِّوى تحت اللواءِ

أَتمثالٌ من الكافور طابت ... مَراشِفُ فيه، أَم تمثال ماءِ

فقال بل الهلال، فقلت حقَّاً ... ولكن لِمْ نَزَلت من السَّماءِ

وأنشدني له في اسم معمى وهو سر خاب:

لي سيّدٌ بعض اسمه جَنّةٌ ... وبعضُه نارُ مُحبِيهِ

مَنْ زاره كان كنصف اسمهِ ... أَو صدَّه كان كباقيهِ

تقلّص العقرب من صُدغه ... عن خدّه خوفَ تلظّيهِ

وكم له في كبدي لسعةٌ ... بَرودها الدرياق من فيهِ

وأنشدني مجد العرب العامري بأصفهان في سلخ شعبان سنة ست وأربعين، قال أنشدني ابن منير لنفسه من قصيدة:

سَعَوْا بنا، لا سعت بهم قدَمُ ... فلا لنا أَصلحوا ولا لَهُمُ

ومنها:

وقال للماء قِفْ بوَجنته ... فمازج النّار وهي تضطرمُ

ولمحت في كتاب لمح الملح لأبي المعالي الكتبي في التجنيس، هذا البيت النادر النفيس:

أَقول وقد بدا ينهال لينا ... كما ارتجّ اللّوى تحت اللواءِ

وأنشدت له:

لامُ عِذارٍ بدا ... عرّض بي للرَّدى

أَسودَ كالكفر في ... أَبيضَ مثل الهدى

يا فرقد اللّيل لِمْ ... أَرعيتني الفرقدا

اليومَ تجفو فهل ... تجفو التَّجافي غدا

حميلةٌ سيفها قد ... سُقيَ المُرْقِدا

فالحَيفُ والحَتْف إِن ... أُغمد أَو جُرّدا

وأنشدني المهذب علي بن هداب العلثي ببغداد، قال: أنشدني أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي:

أَخلى فصدَّ عن الحميم وما اختلى ... ورَأَى الحِمام يغصُّه فتوسَّلا

ما كان واديه بأَوَّل مرتعٍ ... ذعَرَتْ طَلاوتُه طَلاهُ فأَجفَلا

وإِذا الكريم رأَى الخمول نزيله ... في بلدة، فالحزم أَن يترحّلا

ساهمتَ عيسَك مُرَّ عيشك قاعداً ... أَفلا فَلَيْتَ بهنّ ناصية الفَلا

لا ترض من دنياك ما أَدناكَ من ... طمعٍ وكن طيفاً حلا ثم انجلا

فارِق تَرُق، كالسّيف سُلَّ فبان في ... مَتنيْهِ ما أَخفى القِراب وأَخملا

وَصِلِ الهجيرَ بهجر قوم كلّما ... أَمطرتهم عسلاً جَنَوْا لك حنظلا

وأنشدني بمصر الشيخ الإمام زين الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ الدمشقي سنة اثنتين وسبعين، قال: أنشدني أبو الحسن بن منير لنفسه:

عذِّبوني بهجركم عذبوني ... واطرُدوا طارق الكرى عن جفوني

أَو هَبوني دمعاً لعلّ مَعين الدّمع يوماً على هواكم مُعيني

لم يَدَعْ مِنّي الضّنا غير شيء ... ستر الشكُّ فيه وجهَ اليقينِ

كان وجدي بكم قضاءً قديماً ... أَفأَمحو ما خُطَّ فوق جبيني

وله من قصيدة كتبت أولاً منها بيتين وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>