وزالت دولة الفاطمية وهو في البلاد، ولمَّا ملك صلاح الدين، مدحه، ومدح جماعة من أهل بيته، ثم إنه شرع في أمور وأسباب من الاتفاق مع جماعة من رؤساء البلد على التعصب مع المصريين، وإعادة دولتهم، فأحسَّ بهم صلاح الدين، وكانوا ثمانية، من جملتهم الفقيه عمارةُ المذكور، فمسكهم، وشنقهم، وذلك في يوم السبت، ثاني شهر رمضان، سنة تسع وستين وخمس مئة بالقاهرة.
ويقال: إن القاضي الفاضل من جملة من أشار على الملك الصالح بقتله، فإنه استشاره في أمره، فقال له: نضربه؟ فقال: الكلب يُضرب، فيزيد نَبْحه، فقال: نحبسه؟ فقال: يطول لسانه، فقال: نقتله؟ قال: الملوك إذا فعلت شيئًا، لم يعارضها أحد، فعلم المقصود، وقتله، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.
٢٦٠ - أبو القاسم عمر بن أبي علي الحسين بن عبد الله بن أحمد، الخرقيُّ الحنبليُّ: كان من أعيان الفقهاء الحنابلة، وصنف في مذهبهم