للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثلاث مئة، ولما داسوه بدمشق، مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول (١)، لمَّا سئل عن معاوية، وما روي من فضله.

ونسبته إلى نَسَا - بفتح النون -: مدينة بخراسان، خرج منها جماعة من الأعيان.

* * *

٢٠ - أبو الفتيان أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، الفاسيُّ الأصل، الملثَّم: السيد الجليل المعروف بالبدوي.

ولد سنة ست وتسعين وخمس مئة، عُرف بالبدوي؛ لملازمته اللِّثام، فيلبس لِثامين لا يفارقهما، وعُرض عليه التزويج، فامتنع؛ لإقباله على العبادة، وكان يقرأ القرآن، وقرأ شيئاً من الفقه على مذهب الشافعي.

اشتهر بالعَطَّاب؛ لكثرة ما كان يقع لمن يؤذيه من الناس، ثم إنه لازم الصمت، حتى كان لا يتكلم إلا بالإشارة، ولازم الصيام، وأدمن عليه، كان يطوي أربعين يوماً.

حج أبوه في سنة سبع وست مئة وهو معه، فمات أبوه بمكة في سنة سبع وعشرين، ودخل العراق صحبة أخيه حسن، ثم سار إلى مصر في سنة أربع وثلاثين، فوصل إلى طندتا من الغربية، فأقام بها على سطح دار لا يفارقه ليلًا ولا نهارًا، وإذا عرض له الجلل، يصيح، وكان يُكثر من الصياح.


(١) في الأصل: "مقتول"، والتصويب من "وفيات الأعيان" (١/ ٧٧).