للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله لا يلحن في الكلام.

وأما قوله: إمام في القرآن، فهو واضح البيان، لائح البرهان؛ فإنه صنف في القرآن، وهو مئة ألف، وعشرون ألف حديث، والناسخ والمنسوخ، والمقدم والمؤخر في كتاب الله، وجوابات القرآن، وغير ذلك.

وأما قوله: إمام في الفقر، فيا لها حلّةً مقصودة، وحالة محمودة، منازل السادة الأنبياء، والصفوة الأتقياء.

وأما قوله: إمام في الزهد، فحاله في ذلك أشهر وأظهر، أتته الدنيا فأباها، والرياسة فنفاها.

وأما قوله: إمام في الورع، فصدق في قوله وبرع.

ومن بعض ورعه:

كانت لأم ولدِه عبد الله دار يأخذ منها أحمدُ درهمًا بحق ميراثه، فاحتاجت إلى نفقة تصلح بها، فأصلحها ابنه عبد الله، فترك أبو عبد الله أخذَ الدرهم الذي كان يأخذه، وقال: قد أفسده عليَّ، تورَّع عن أخذ حقه من الأجرة؛ خشية أن يكون ابنه أنفق على الدار مما يصل إليه من الخليفة.

وأما قوله: إمام في السنة: فلا تختلف الأوائل والأواخر أنه في السنة الإمامُ الفاخر، والبحر الزاخر.

أُوذي في الله تعالى، فصبر، ولكتابه نصر، ولسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - انتصر، أبان حَقًّا، وقال صدقًا، وزان نطقًا