للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يصدر منه ما يَشينه، وتأسف الناس عليه، وكانت وفاته يوم الاثنين، سابع شهر رمضان، ودفن بماملا عند الشيخ شهاب الدين بن أرسلان بتربة أسلافه - رحمه الله، وعفا عنه، وعوضه بشبابه الجنة -.

واستمر الوباء بهجومه إلى مدينة دمشق في أول شعبان سنة، وتزايد بها وتفاحش من نصف شعبان، وارتفع من القدس في أواخر شهر شوال، وتناقص من دمشق في العشر الأول من شوال، بعد أن بلغ العدد فيها في كل يوم ثلاثة آلاف، وارتفع من دمشق في أواخر شهر ذي القعدة.

وحضر شخص من القاهرة، وأخبر أنه كُتب ارتفاعٌ (١) بعِدَّة من مات بالطاعون بالقاهرة، وعُرض على السلطان، فضبَط عدَّة من مات، فكانت العدة ألف ألف، وست مئة ألف، وثمان مئة وسبعة وتسعين نفراً، كذا ورد الخبر على كاتبه من مدينة الرملة، والله أعلم بحقيقة الحال.

* وفيها: استقر القاضي عز الدين عبد العزيز ابن القاضي شمس الدين محمد الديري الحنفي في وظيفة قضاء الحنفية بالقدس الشريف.

* وفيها: استقر القاضي كمال الدين أبو البركات محمد ابن الشيخ خليفة المالكي في وظيفة قضاء المالكية بالقدس الشريف، ووصلت الولاية إليهما معاً على يد سعد الدين قاصد المعز البدري بن مُزْهِر صاحب ديوان الإنشاء الشريف في صبيحة يوم الخميس، خامس عشر شوال، وحصل الجمع بين يدي شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف


(١) كذا في الأصل، ولعلها: "أرقاع".