* وفيها في ليلة الثالث عشر من شهر رمضان: وقعت صاعقة بالمدينة الشريفة، احترق منها الحرم الشريف النبوي، والحجرة الشريفة، وجميع ما بالحرم الشريف من المصاحف والكتب، ووردت الأخبار بذلك والمحاضر المكتتبة بالمدينة الشريفة في أسرع وقت، وجزع الناس لذلك، ثم اهتم السلطان بعمارته، وقام في ذلك أعظم قيام، وأنشأه في غاية الحسن - ولله الحمد -.
* وفيها: أخرجت وظيفة قضاء الشافعية بدمشق عن القاضي قطب الدين الخيضري، واستقر بها القاضي شهاب الدين بن الفرفور.
* وفيها: استقر القاضي علاء الدين بن الصابوني في وظيفة نظر الخواص الشريفة، مضافاً لوكالة السلطان.
ثم دخلت سنة سبع وثمانين وثمان مئة: وفيها تكاملت عمارة المدرسة التي أنشأها مولانا السلطان بالمسجد الأقصى الشريف بجوار باب السلسلة، وهي مدرسة عظيمة لم يوجد مثلها، ومن أعظم محاسنها: كونها في هذه البقعة الشريفة.
* وفيها في شهر شعبان: وقع بمكة المشرفة السيل العظيم، ودخل إلى المسجد الحرام، وغرق فيه من أهل مكة والمجاورين خلق كثير، وأمره مشهور، وكان قبل ذلك في سنة ست وثمانين وقع الحريق بالحرم الشريف النبوي - كما تقدم -، فجزع الناس لوقوع هاتين الحادثتين بالحرمين الشريفين في سنتين متواليتين، فالحكم لله العلي الكبير.