للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة: فيها جهز السلطان العساكر لقتال شَهْسِوار، وفيها حصل غلاء عظيم، ثم حصل الوباء في أواخر السنة حتى عم جميع المملكة.

ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثمان مئة: فيها سيَّر السلطان الأمير ناصر الدين محمد بن النشاشيبي الكشف على أوقاف الحرمين الشريفين: القدس، والخليل، وتحرير أمرهما، وإصلاح ما اختل من نظامهما في أيام الأمير بردبك الناجي ناظر الحرمين، فحضر إلى القدس الشريف، ونظر في مصالح الأوقاف، وعمر المسجد الأقصى، وصرف المعاليم، ثم توجه إلى البواب الشريفة.

* وفيها: استقر الأمير يشبك الجمالي في نيابة القدس الشريف عوضًا عن دمرداش العثماني، ودخل إليها في يوم خروج الحاج في شهر شوال.

ثم دخلت سنة خمسة وسبعين وثمان مئة: فيها استقر الأمير ناصر الدين النشاشيبي المشار إليه في وظيفة نظر الحرمين الشريفين استقلالاً، وحضر إلى القدس الشريف في أوائل السنة، وحصل به السرور.

* وفيها: سار الأمير يشبك من مهدي الدوادار الكبير بالعساكر لقتال شَهْسِوار، واستبشر الناس بالنصر، وكان تقدم قبله تجهيز العساكر مرة بعد أخرى، ولم يحصل المقصود، وقُتل من العسكر جماعة، ولم يكن الأمير يشبك المشار إليه توجه قبل ذلك لقتاله، فلما توجه في هذه المرة، علم الناس أنه صاحب سعد، وتدبيره حسن، ورأيه سديد، وأنه لا بد أن يحصل المقصود والنصر بسفره وكان كذلك.