للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكير التميمي، فقال ابن ملجم: أنا أقتل عليًا، وقال البرك: أنا لمعاوية، وقال عمرو: أنا لعمرو.

وتواعدوا أن يكون ذلك ليلة سبع عشرة من رمضان، وقيل: إحدى وعشرين، فخرج ابن مُلْجم، فلما وصل الكوفة، أتى قَطام ابنةَ عمِّه، وكان علي - رضي الله عنه - قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت أجمل أهل زمانها، فخطبها عبد الرحمن بن ملجم، فقالت: لا أتزوجك حتى تعطيني ما أسألك، قال: لا تسأليني شيئًا إلا أعطيتك، قالت: ثلاثةُ آلاف، وعبدٌ، وقينةٌ، وقتلُ علي بن أبي طالب، فقال: ما سألتِ لك مهرًا، إلا قتل علي، فلا تذكريه، فقالت: بلى، التمس غِرَّته، فإن أصبتَه، شفيت نفسي، ونفعك العيش معي، وإن هلكت، فما عند الله خيرٌ لك من الدنيا، فقال: قد أعطيتُك ما سألت، وخرج.

[وقال ابن جرير]:

فَلاَ مَهْرَ أَغْلَى مِنْ عَلِيٍّ وَإِنْ عَلاَ ... وَلاَ فَتْكَ دُونَ فَتْكِ ابْنِ مُلْجِمِ

ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وضرب علي بالحسام المخدم

ثم أخذ سيفًا مسمومًا، وجلس قبالة الباب الذي يخرج منه علي إلى المسجد، فلما خرج علي - رضي الله عنه - لصلاة الصبح، فشد عليه ابن ملجم - لعنه الله -، وضربه على قَرْنه بالسيف، فأوصله دماغه.