للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما دخل في الصلاة، وجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خِفَّة، فقام يتهادى بين رجُلين، ورجلاه تَخُطَّان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر - رضي الله عنه - حِسَّه، ذهب ليتأخر، فأومأ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنْ قمْ كما أنت، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس قاعدًا، وأبو بكر قائمًا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر (١).

وكان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعةُ دنانير، وضعَها عند عائشة، فلما كان في مرضه، قال: "يا عائِشَةُ! ابْعَثِي بالذَّهَبِ إِلَى عَلِيٍّ"، ثم أُغمي عليه، وشغل عائشةَ ما به، حتى قال ذلك ثلاثَ مرات، كل ذلك يُغمى عليه، ويشغل عائشة ما به، فبعثت به إلى عليٍّ، فتصدق به.

ثم أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ الاثنين في جديد الموت، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إلى امرأة من النساء بمصباحها، فقالت: انظري لنا في مصباحنا من عُكَك السمن؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمسى في جديد الموت (٢).

وأقبلت فاطمةُ رضي الله عنها كأنَّ مشيتَها مشيةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَرْحَبا يا ابنتي"، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسرّ


(١) رواه البخاري (٦٣٣)، ومسلم (٤١٨)، عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ٢٣٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٧١٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٥٩٩٠)، عن عائشة رضي الله عنها.