للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجوب توحيد الألوهية، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ *﴾ [البقرة].

فالمقرون حقيقةً بتوحيد الربوبية يستلزم منهم الإقرار بتوحيد الألوهية، إذ إن توحيد الربوبية يستلزم أن لا يُعبد إلا الله، فكما أنه الخالق وحده فهو المستحق للعبادة وحده.

وكما أنهم مثبتون مؤمنون بأنه لا خالق ولا رازق إلا الله فذلك يلزمهم بصرف العبادة له وحده لا شريك له.

فيزعم المخالفون لكلمة التوحيد أنهم معترفون بأن الله وحده الخالق الرازق المحيي المميت المدبر … ، وليس للآثار التي يتقربون إليها شيئًا من الخلق أو الرزق أو التدبير، ولكن يتقربون إلى المقبورين، والأصنام والأوثان وغيرها؛ بحجة أنها واسطة ووسيلة تشفع لهم عند الله (١)، فيصرفون أنواعًا من العبادات عند الآثار تقربًا إلى الله .

وهذا لا شك من أوجه الشرك بالله تعالى، الذي نفاه عن نفسه في قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ].

وبيان أوجه الشرك الحاصلة من الذين يدعون من دونه من المخلوقات، ما يلي (٢):

١ لا يملكون مثقال ذرة من ملكه .

٢ ليس لهم من شرك في السماوات ولا في الأرض.

٣ ليس أحد منهم معينًا ولا ظهيرًا لله .

٤ لا يملكون الشفاعة، إذ إن الله هو مالكها، ولا يشفع إلا لمن أذن له ورضي عنه، ومن اتخذ شفيعًا من دون الله فهو مشرك.


(١) يُنظر: المعتقد الصحيح، لعبد السلام بن برجس آل عبد الكريم (١٢ - ١٥).
(٢) يُنظر: زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور، لابن تيمية (٦ - ٧).

<<  <   >  >>