للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقيموا لها مجسمات تشبهها وهم أحرص منا على الاقتداء به فلو كان هذا عملاً مشروعًا لسبقونا إليه ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها (١).

فإحياء آثار النبي بهذه الصورة، إحياءٌ للآثار التي نُهي عن العناية والاهتمام بها، وأن القيام بمثل هذا المشروع أمر منكر ودعوة خبيثة، كما حذّر من ذلك كبار العلماء؛ لما تفضي إليه من الشرك، وما سيؤول الأمر إليه من اتخاذها عيدًا من الأعياد المكانية، وما سيحصل عندها من مخالفات لا تُحمد عقباها.

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعض فتاوى كبار العلماء بخصوص متحف المشروع (٢):

قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله: هو أمر منكر، ودعوة خبيثة سيئة، أقل أحوالها أنها دعوة إلى الشرك.

وقال سماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله: هو مشروع ليس بحسن، وهو إلى التبرك المحرم أقرب.

وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: مجسمات مبتدعة، مدعاةٌ لتعلق الجهال بها، ووسيلة إلى الغلو في النبي .

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: لا يجوز هذا العمل؛ لأنه وسيلة إلى الشرك والتبرك، وإعادة لأمور الجاهلية.

وأخيرًا: إذا تمَ متحف المشروع (٣) وما شاكله من المتاحف على الوجه


(١) هذه مقولة شهيرة، وكلمة عظيمة للإمام مالك بن أنس وافقه عليها أهل العلم قاطبة. يُنظر: المبسوط، للقاضي إسماعيل الجهضمي المالكي (ت: ٢٨٢ هـ)، نقلاً من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، للقاضي عياض (٢/ ٨٨)، اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٣٦٧)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٢٣١)، الصارم المنكي في الرد على السبكي، لابن عبد الهادي (١/ ٥٩).
(٢) يُنظر: القول الجلي في مشروع السلام عليك أيها النبي، لعمر بن عبد الرحمن العمر (٢٩ - ٣٠).
(٣) للاطلاع على مفاسد المشروع يُنظر: البيان لما أخطأ فيه بعض الكتّاب، لصالح الفوزان (٥/ ١٠٥ - ١١٤)، القول الجلي في بيان بطلان المشروع المسمى: السلام عليك أيها النبي، لعبد الله العبيلان (٥٣ - ٥٩)، القول الجلي في مشروع السلام عليك أيها النبي، لعمر العمر (٥ - ٢٨).
وقد أنكر الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله على تسمية المشروع قائلاً: تسمية غريبة عجيبة؛ لأن جملة السلام عليك أيها النبي إنشائية وهي دعاء للنبي وليست خبرية وهذه التسمية ليست مستقيمة؛ لأنه روعي فيها اللفظ فهي كلفظ الجلالة في جملة الله اسم عربي ولم يراع فيها المعنى كلفظ الجلالة في جملة الله رب العالمين، وأيضا المشروع شامل للكتاب والسُّنَّة فلا وجه لتخصيص تسميته بهذه الجملة الإنشائية، ويزداد الأمر غرابة أن يكتب بالأحرف الكبيرة على مدخل المبنى الخاص بالمشروع جملة: السلام عليك أيها النبي وهي خطاب ودعاء، وأيضًا فإن هذا الدعاء جاء في التشهد في الصلاة من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة في الصحيحين وغيرهما بكاف الخطاب، … ولم يكن الصحابة بعد وفاته متفقين على اللفظ الذي ورد في تسمية .... يُراجع: مقاله: تنبيهات على مشروع الموسوعة العلمية ومحاكاة الآثار النبوية، (مقال إلكتروني حُرر بتاريخ ٢١/ ١٠/ ١٤٣٣ هـ). يُنظر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد البدر:http://al-abbaad.com/articles/85-1433-10-21

<<  <   >  >>