للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى تقدير مجئ الخبر موصولاً، فهو رؤيا منامية ولا حجة فيه، أضف إلى ذلك أن الرائي الذي رآها في منامه لم يكن إذ ذاك أسلم بعد! فلا يحتج به (١).

٢ لو سلمنا بصحة الخبر، فثويبة لم تعتق في يوم ولادة النبي ، وإنما أعتقها أبو لهب بعد الهجرة (٢).

خلاصة القول في حكم إحياء ذكرى المولد النبوي وما يترتب على إقامته وإحيائه:

١ ليس له أصل في الشرع، وهو من الابتداع في الدين؛ لأن أصحاب القرون الثلاثة المفضلة لم يحيوا ذكره، ولم يحتفلوا به؛ إذ إن منشأ هذه البدعة من الرافضة.

٢ فيه تشبه بالنصارى في إحيائهم ذكرى مولد عيسى .

٣ يؤدي إلى مفاسد عقدية، ومخالفات شرعية كثيرة: كالغلو والمبالغة في تعظيم النبي ودعائه والاستغاثة به، وطلب المدد، وإلقاء القصائد الشركية (٣)، التي فيها غلو وإطراء، يتخللها سوء أدب (٤)، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ويحضر لاحتفالهم.

وأيضًا لا تخلو هذه الاحتفالات من اشتمالها على منكرات أخرى كاللهو والإسراف، وإضاعة الأموال والأوقات، واختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وغير ذلك من الشرور التي تحصل حين الاحتفال بالمولد.

٤ إحياء بدعة المولد يفتح بابًا للبدع الأخرى، مما يؤدي إلى الانشغال عن الفرائض والسنن، لذلك نجد أهل البدع ينشطون لإحياء البدع، ويكسلون عن إحياء السنن.


(١) يُنظر: فتح الباري، لابن حجر (٩/ ١٤٥).
(٢) يُنظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد (١/ ٨٧)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر (١/ ٢٨).
(٣) كقصيدة البردة، للبويصيري.
(٤) كقراءة سيرته من مولد المناوي، لعبد الله بن محمد المناوي.

<<  <   >  >>