للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعمة أو دفع نقمة، وأي نعمة أعظم من بروز النبي في ذلك اليوم، ويعاد نظير ذلك اليوم من كل سنة.

تفنيد هذه الشبهة:

١ صيام يوم عاشوراء له أصل شرعي جاء الدليل الثابت الصحيح على مشروعيته، وأيضًا له أصل تاريخي محفوظ يقينًا، فقياس الاحتفال بالمولد النبوي على صيام يوم عاشوراء قياس باطل، فاسد؛ لوجود الفارق، إذ إن المولد لم يثبت له أصل من الناحيتين:

أ الناحية الشرعية: لم يأتِ دليل صحيح يخصص هذه الليلة بشيء، ولا يميّزها بالعبادة أو الاحتفال، ولم يكن معروفًا إحياء ذكرها عند الصحابة والتابعين، بدليل أنهم لم يحفظوا تاريخ حصولها (١).

ب الناحية التاريخية: لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة، ولا في الأخبار الثابتة تعيين الشهر الذي حصل فيه المولد، فضلاً عن تاريخ اليوم، وكل ما ورد في تعيينه غير ثابت عن النبي ، إلا يوم الاثنين (٢)، وما يحييه أهل البدع في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول من الاحتفال ظنًّا منهم بأنه التاريخ الموافق للمولد، هو في الحقيقة يوافق تاريخ وشهر وفاته !! (٣).

حتى ولو تحدد تاريخ المولد يقينًا، فلم يأتِ في الشرع دليل صحيح يحث على إحيائه.

٢ أن النبي صام يوم عاشوراء، ورغب فيه، بخلاف الاحتفال بمولده، واتخاذه عيدًا، فإنَّه لم يفعله، ولم يرغّب فيه، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبيَّن ذلك لأمته؛ لأنَّهُ ما من خير إلا وقد دلَّهم عليه،


(١) يُنظر: السنن والمبتدعات، لمحمد الشقيري الحوامدي (١٣٩).
(٢) يُنظر: ما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس (٣/ ١٦٧/ ح ١١٦٢).
(٣) يُنظر: السنن والمبتدعات، لمحمد الشقيري الحوامدي (١٣٩)، القول المسدد في حكم الاحتفال بالمولد، لمحمد الحمود النجدي (١٨).

<<  <   >  >>