للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرارة الشمس اللافحة، بين رماله ووهاده وجباله؛ فكشفوا عما خلفه أسلافنا من حضارات: سومرية، وآكدية، وبابلية، وآشورية، ومصرية، وفينيقية، وقرطاجينية وغيرها، مطمورة تحت الأرض أو ملقاة عليها، أو مدونة في آجرها وصخورها، وقد مر بها ملايين الناس، طوال مئات الأجيال، دون أن يتنبه … متنبه حتى كشف عنها المستشرقون وهدوا البشرية إليها بحلِّهم حروف لغاتها المندثرة ووضعهم قواعدها ومعاجمها وتصنيفهم في فنونها وآدابها وعلومها، فبعثوها من مرقدها، في متاحف ومعاهد ومطابع ومجلات، لتبهر أبصار العالم … (١).

ولعل ما يُجنى من تلك الثمرة المسمومة هو إحياء الوثنية في بلاد المسلمين، وإقعادها من مرقدها لتدمير الإسلام وتفكيكه.

وأيضًا مما يؤكد دعمهم وحرصهم على إنشاء المتاحف ما أشرت إليه سابقًا (٢) حين دعم أحد المستشرقين اليهود (٣) من ماله الخاص أكثر من عشرة مليون دولار؛ لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر، وألحق به معهدًا لتخريج المختصين في هذا الفن، تحت إشراف لجنة مسؤولة عن إدارة المتحف والمعهد.

٤ استخدام آليات منظمة لتفعيل جميع وسائل التواصل الاجتماعية لإحياء الآثار؛ للسيطرة الفكرية والثقافية على العالم الإسلامي، مثل:

أ إبراز أهمية الآثار الوهمية وأماكن تواجدها في الإعلام المرئي، والمسموع، وكذلك المكتوب ونشره بواسطة الكتب، والصحف والمجلات.

ب عرض نماذج من الآثار المكتشفة في الميادين وأماكن تجمع الناس؛ مما يشد انتباه البسطاء، ويحثهم على زيارة أماكن تواجد الأثر الحقيقي.

ج الحث على دراسة علم الآثار من خلال الإغراء المادي للدارسين والمقبلين على العمل، بتوفر وظائف ذات دخل عالٍ.


(١) المستشرقون، لنجيب العقيقي (٣/ ١١٢٥).
(٢) للعودة إلى مبحث الآثار الوثنية راجع لطفًا (٢٥٠).
(٣) روكفلر الأمريكي، وهو من غلاة الصهاينة، وقد استرد هبته آنذاك، بسبب رفض الحكومة شرط إشرافهم على المعهد الفني لمدة ٣٣ سنة؛ يهدف إلى إنشاء جيل من المتعصبين. يُنظر: الاتجاهات الوطنية (١٣٢ - ١٣٣)، والإسلام والحضارة الغربية (٢٣٧)، كلاهما لمحمد محمد حسين.

<<  <   >  >>