للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسميات مختلفة كالعقلانيين الذين يتشدقون بالرأي ويخالفون الكتاب والسُّنَّة (١).

والحاصل هو تطاول تلك الفرق على الشريعة، وتحاكم كل فرقة بموجب أصولها المحدثة، المبنية على اعتقادات منحرفة في كثير من مسائل العقيدة؛ بدعوى حجية العقل وتقديمه على النقل وادّعاء التعارض بينهما (٢)، ولا شك غلطهم في ذلك؛ لأن العقل الصريح لا يعارض النص الصحيح (٣) كما سيأتي تفصيل ذلك في المبحث التالي (٤).

وهكذا بدأت مسيرة إنكار سُنَّة رسول الله والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدرًا تشريعيًّا والاكتفاء بالقرآن، والخروج عن طاعة الله ورسول الله .

واستمرت على أيدي الخوارج والرافضة، ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم المعتزلة، ثم يأخذها ويسلمها ضال إلى ضال.

وقد ظلّت مسيرة الضلال تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقًا وغربًا، حتى نشأت في بلاد الهند طائفة القرآنيين وذلك في نهاية القرن (١٩ م) وبداية القرن (٢٠ م)، زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السُّنَّة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمّة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي، ثم انتقلت من الهند إلى باكستان تحت مسمى البرويزيين (٥)، ثم في مصر تحت مسمى الفرماوية.

فالمخالفون افترقوا في ضلالهم إلى مذاهب وطوائف، فطائفة تنكر السُّنَّة


(١) يُنظر: السُّنَّة النبوية بين دعاة الفتنة وأدعياء العلم (٤٥).
(٢) يُنظر: خبر الآحاد وحجيته في إثبات العقيدة (ج)، السُّنَّة النبوية بين دعاة الفتنة وأدعياء العلم (٤٥).
(٣) يُنظر: خبر الآحاد وحجيته في إثبات العقيدة (١٦).
(٤) للوصول إلى تفاصيل في هذه المسألة انتقل فضلاً (٣٩٦).
(٥) يُنظر: شبهات القرآنيين حول السُّنَّة النبوية، لمحمود مزروعة (٤٢٦ - ٤٣٢).

<<  <   >  >>