للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظاهر العديدة الخاصة بتقديس الأولياء، وفي الحق ليس من شيء أشد خروجًا على السُّنَّة القديمة من هذا التقديس المبتدع المفسد لجوهر الإسلام والماسخ لحقيقته وإن السني الصادق الحريص على اتباع السُّنَّة لا بد أن يعده من قبيل الشرك … وأضرحة الأولياء والأماكن المقدسة الأخرى هي موضع عبادتهم التي يرتبط بها أحيانًا ما يظهره العامة من تقديس وثني غليظ لبعض الآثار والمخلفات؛ بل إن العامة تخص الأضرحة ذاتها بما لا يقل عن العبادة المحضة (١).

ويقول مستشرق آخر: بالرغم من التوحيد المصرح به في القرآن فإن الأمم الإسلامية لا زالت تحتفظ بكثير من العادات الوثنية، فإن من أهم الصفحات في الحياة الدينية للعوام في جميع الأمم الإسلامية هو تقديسهم لقبور الصالحين … وقد أصبح لكل قوم أئمة محليون يزورون قبورهم وآثارهم … (٢).

فإحياء آثار القبور والمشاهد، هو السبب الرئيس لضعف المسلمين وهوانهم، وللأسف الواقع المرير يشهد بذلك.

فلا يكاد المسلم ينزل في بلد من بلاد العالم الإسلامي إلا ويقابله قبر مشرف أو قبة مرفوعة على رفات مقبور، أو مسجد مبني على قبر ولي معظّم والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن الجدير بالتنويه الإشارة إلى ما أنعم الله به على المسلمين في المملكة العربية السعودية، بأن طهّر أرضها وأهلها من رفع القبور، والبناء عليها وسد كل وسيلة شركية تقام حولها، بفضل الله أولاً ثم بفضل دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب الذي نشر التوحيد والعقيدة الصحيحة؛ بقوة الحجة، وقوة السلطان: الإمام محمد بن سعود رحمهما الله وأيّد من عقبهما ومن سار على نهجهما وهذه من أجل النعم الباقية، وأعظمها علينا وعلى المسلمين جميعًا، فواجبنا تجاه هذه النعمة رعايتها والمحافظة عليها، وشكرها؛ لتقرّ وتزيد.


(١) نقلاً من: هذه هي الصوفية، لعبد الرحمن الوكيل (١٠١ - ١٠٢).
(٢) يُنظر: المرجع السابق (١٠٢).

<<  <   >  >>