للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقيع الغرقد (١).

والزيارة الشرعية للمقابر يقصد بها أمران:

أ أمر يتعلق بالميت؛ بالسلام عليه، والدعاء له، كما كان النبي يعلّم أصحابه عند زيارة القبور، أن يقولوا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» (٢).

ب أمر يتعلق بالحي الزائر؛ باتباع السُّنَّة، وامتثال قول النبي : «فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» (٣)، فزيارتها؛ للاتعاظ والاعتبار، وتذكّر الموت والآخرة، وللتنبيه على أنه لا بقاء لأحد من المخلوقين، ولو كان نبيًّا أو وليًّا.

وهذا سرّ الترغيب في زيارة القبور لا غير، فمن اعتقد غير ذلك فقد خالف الله ورسوله (٤).

وأما عن حكم زيارة المسلم للقبور، وبيان ما يحصل فيها من أمور، فالزيارة على ثلاثة أحوال: (٥) ١ شرعية. ٢ بدعية. ٣ شركية.

الحالة الأولى: الزيارة الشرعية: هي الزيارة التي أذن فيها النبي للمسلم بأن يزور فيها القبور، مع الالتزام بالضوابط الشرعية؛ حسمًا لذرائع الشرك، وحفاظًا على جناب التوحيد، والتحلي بالآداب المرعية؛ لأن لقبور المسلمين حرمة، إذ هي بيت الميت (٦)؛ لأجل ذلك فرض الشرع آداب لا بد من التحلي بها أثناء الزيارة، وضوابط يجب الالتزام بها قبل الزيارة.


(١) يُنظر: إلى ما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (٣/ ٦٣/ ح ٩٧٤).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (٣/ ٦٤/ ح ٩٧٥).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ربه ﷿ فِي زيارة قبر أمه (٣/ ٦٥/ ح ٩٧٦).
(٤) يُنظر: المُشاهدات المعصومية عند قبر خير البرية، لمحمد المعصومي الحنفي (٥).
(٥) يُنظر: تيسير العزيز الحميد (٢٩٧ - ٣٠٦)، أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة (٥٢ - ٥٥).
(٦) يُنظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ١٧٦).

<<  <   >  >>