للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكن قبل ذلك (١).

ومع أنه ليس هناك دليل صحيح على إثبات نسبة المئذنة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، فليس في نسبتها مزيد فضل، ولا ميزة تميزها عن بقية المآذن.

والمقرر عند خبراء الآثار هو أن علم التاريخ هو العمود الفقري للدراسات الأثرية (٢)، فكيف ينسب خبراء الآثار المئذنة إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب وليس لها ذكر في كتب التاريخ!

وكما أشار أحد المهتمين بالمساجد وعمارتها قائلاً إن: أقدم ما بقي لدينا رغم عوادي الزمن من المنارات منارة جامع عقبة في القيروان … وهي التي بناها عامل بني أمية على القيروان … ما بين سنة (١٠٥ هـ ١٠٩ هـ) وتليها في القدم منارة قصر الحير الشرقي في الشام ويرجع إنشاؤها إلى حوالي سنة (١١٠ هـ) (٣).

والعجيب بقاء بنائها من الحجر والطين صامدًا بقوامه لمدة (١٤ ق) ولم يسقط!

والأعجب من ذلك ما صرّح به أحد أهالي المنطقة الشمالية أن تلك المئذنة التي في دومة الجندل والتي نسبوها للخليفة الراشد أنها في حقيقتها منارة قديمة بنيت مع كنيسة!!

وهُدمت الكنيسة وبقيت المنارة بجوار مسجد عمر (٤).

ومن المعلوم أن الإذاعة عن الآثار ومهنة الإرشاد السياحي من أخصب المهن وأكثرها قبولاً للتلون والكذب.


(١) يُنظر: الوسائل إلى معرفة الأوائل، للسيوطي، نقلاً من إصلاح المساجد من البدع والعوائد، للقاسمي (١٤٥).
(٢) يُنظر: المدخل إلى علم الآثار، لزيدان كفافي (١٣٥).
(٣) تاريخ المساجد الشهيرة، لعبد الله سالم نجيب (٢٢٢).
(٤) يوجد صور قديمة تُثبت وجود الكنيسة قبل الهدم وبعده، وهي محفوظة لدى أهل المنطقة.

<<  <   >  >>