للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى أنه كان يأتي قباء كل سبت؛ أي: يزوره مرة في كل أسبوع، وعُبر بالسبت عن الأسبوع كما يعبر عن الأسبوع بالجمعة (١).

ولا يشرع قصد مسجد قباء بشد الرحال إليه؛ لخصوصية ذلك بالمساجد الثلاثة السابق ذكرها، وإنما يقصده من بيته كما يقصد الرجل مسجد مصره الذي يأتيه من القرب، فمسجد قباء يُختص بإحيائه بالزيارة أسبوعيًّا دون السفر (٢).

وقد اشتركت تلك المساجد الأربعة بأمور تربط بينها، واختصت بها دون بقية المساجد، أهمها أمران (٣):

١ جاء تحديد مكانها بوحي من الله .

٢ كلها بناها رسل الله .

وأن المساجد الثلاثة: النبوي والأقصى، وقباء، يتم إحياؤها بالعبادات المشروعة كالصلاة والدعاء والذكر والقراءة والاعتكاف.

فكل ما يشرع فيها من العبادات، يشرع في سائر المساجد، ولم يشرع فيهم عبادات خاصة كالمسجد الحرام.


(١) يُنظر: موسوعة العلامة الألباني في العقيدة (٢/ ٥٠٩).
ومما يؤيد أن المقصود بزيارة النبي لقباء السبت؛ يعني: مرة في الأسبوع وليس يوم السبت بعينه:
١ جاء عن النبي أنه زار قباء في غير يوم السبت.
٢ ورد في الحديث السبت مجرد عن إضافة كلمة: يوم قبله.
٣ جاء في كلام العرب وأشعارهم إطلاق السبت يريدون بذلك مرور أسبوع؛ كقول أنس بن مالك في حديث الاستسقاء: لم نرَ الشمس سبتا فدل على أن المقصود به الأسبوع وليس يوم السبت بعينه، يُراجع تفسير العلماء لقول الصحابي: كالزين بن المنير، المحب الطبري، والنووي، يُنظر: فتح الباري، لابن حجر (٢/ ٥٠٤)، عمدة القاري، للعيني (٧/ ٤٠)، النهاية، لابن الأثير (٢/ ٣٣١).
(٢) يُنظر: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣٤٢)، قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق، لابن تيمية (٤٧).
(٣) يُنظر: تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لعطية سالم (٨/ ٣٢٤ - ٣٢٥).

<<  <   >  >>