للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابة للناس؛ أي: يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرًا؛ بل كلما ازدادوا له زيارة، ازدادوا له اشتياقًا (١).

٧ احتواؤه على مشاعر دينية وأماكن تعبدية، يرتادها المسلمون لأداء المناسك؛ كمقام إبراهيم، والحجر الأسود، والركن اليماني، والصفا والمروة.

وقد اختص المسجد الحرام لإحيائه وعمارته بعبادات لا تشرع في غيره، ومن جملة تلك العبادات:

أ الطواف حول الكعبة (٢):

الطواف حول الكعبة طاعة لله ﷿، وامتثالاً لأمر رب الكعبة بالتعبّد والتقرّب، قال تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ *﴾ [الحج]، فليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي فيها غيرها (٣).

ب الصلاة خلف مقام إبراهيم (٤):

الصلاة ركعتا الطواف خلف مقام إبراهيم كما قال تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً﴾ [البقرة: ١٢٥].


(١) زاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٥٢).
(٢) الكعبة: هي بيتُ الله الحرام، لقوله تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: ٩٧]، وقبلة المسلمين، التي أمر الله باستقبالها في الصلاة، والطواف حولها تحية لدخول المسجد الحرام، أو الطواف لأداء ركن من أركان الحج أو العمرة، لقوله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ *﴾ [الحج]، يُنظر: زاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٤٩).
(٣) يُنظر: زاد المعاد، لابن القيم [ط: ٢٧] (١/ ٤٩).
(٤) مقام إبراهيم : يقع شرق الحجر الأسود، يبعد عن شاذروان الكعبة (١٣. ٢٥ م)، وهو المقام المقابل لباب الكعبة، والذي قامَ عليه الخليل إبراهيمُ عندَ بناءِ البيت؛ يقول ابن عباس : سمي بذلك؛ لقيامه عليه . يُنظر: أخبار مكة، للأزرقي (١/ ٥٩)، فتح الرحمن في تفسير القرآن، لمحمد العليمي المقدسي (١/ ١٩١)، تيسير الكريم الرحمن (١٣٨)، مكة المكرمة تاريخ ومعالم، لمحمود حمو (٦٠).
والشاذروان: هي الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل جدار الكعبة من جوانبها الثلاثة. يُنظر: مكة المكرمة تاريخ ومعالم، لمحمود حمو (٥٣).

<<  <   >  >>