للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ» (١).

٥ أغلب آثار المواسم الزمانية المُحدثة التي يحييها أهل البدع، لم تثبت من الناحية التاريخية، فإذا كان تحديد تاريخ الحادثة التي يحتفلون بها لم يثبت، فكيف تُحيا على غير مستند تاريخي فضلاً أن يكون شرعيًّا، فعدم ثبوته يدل على بطلانه، والمبني على الباطل باطل (٢).

وكذلك عدم ثبوتها تاريخيًّا يدل على عدم اهتمام السلف بها، إذ لو كان من الأهمية بمكان لكان تاريخها محفوظ عند السلف.

٦ ظهرت أغلب آثار المواسم الزمانية المُحدثة في القرن الرابع، في زمن الدولة العبيدية الرافضية الذين يُسَمّون أنفسهم بالفاطميين وهم من أكفر الناس وأفسقهم، وانتسابهم إلى آل البيت كذب ومحض افتراء؛ بل أصلهم مخلوط بين المجوس واليهود، وهم من مؤسسي الدعوة الباطنية (٣).

يقول مؤرخ الديار المصرية أبو العباس المقريزي (ت: ٨٤٥ هـ): وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، وموسم أوّل العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبيّ ، ومولد عليّ بن أبي طالب، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد فاطمة ، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أوّل رجب، وليلة نصفه، وليلة أوّل شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرّة رمضان … (٤)، فكانوا هم أول من أظهروا وأحيوا البدع في بلاد المسلمين فعليهم وزرها ووزر كل من عمِل بها إلى يوم القيامة (٥).


(١) تقدّم تخريجه راجع فضلاً (١٥٥).
(٢) يُنظر: مجموع فتاوى الشيخ بن عثيمين (١٦/ ١٩٢ - ١٩٣).
(٣) يُنظر: قواعد وأسس في السُّنَّة والبدعة (٢٤٠)، البدع الحولية (٤٣٩).
(٤) يُنظر: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٢/ ٤٣٦) بتصرف يسير.
(٥) يُنظر: الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع، لمحمد بن شقير (٩١٩).

<<  <   >  >>