ثمَّ أَخذ فِي وصف نَاقَته. . إِلَى أَن شبهها بِحِمَار الْوَحْش وَوَصفه بِشَيْء كثير إِلَى أَن ذكر أَنه أورد أتنه المَاء. . فَقَالَ:
(فَلَمَّا وردن صدرن النقيل ... كأوب مرامي غويٌ مغالي)
النقيل: المناقلة فِي السّير وَأَصله إِذا وَقع فِي حجارةٍ ناقل وَهُوَ أَن ينْقل قوائمه يَضَعهَا بَين كل حجرين. والمغالي: المرامي الَّذِي يغالي فِي الرَّمْي غَيره ينْظرَانِ أَيهمَا أبعد سَهْما. يَقُول: آبت كأوب السِّهَام. وأوبها إِذا نزع النازع فِي الْقوس فَإِذا أرسل السهْم فقد آب من حَيْثُ نزع.
(فأسلكها مرْصدًا حَافِظًا ... بِهِ ابْن الدجى لاصقاً كالطحال)
أَي: فأسلكها الْفَحْل وَهُوَ حمَار الْوَحْش مرْصدًا أَي: مَكَانا يرصد بِهِ الرَّامِي الْوَحْش.
وَقَوله: بِهِ أَي: بالمرصد. وابْن الدجى: الصياد وَهُوَ جمع دجية وَهِي بَيت الصَّائِد تكون حفيرةً يسْتَتر فِيهَا لِئَلَّا يرَاهُ الْوَحْش. وَقَوله: لاصقاً. . الخ يَقُول: قد لصق الصياد بِأَرْض حفيرته ليخفى عَن الصَّيْد كَمَا لصق الطحال بالجنب.
(مقيتاً معيداً لأكل القنيص ... ذَا فاقةٍ ملحماً للعيال)
المقيت: المقتدر من أقات على الشَّيْء بِمَعْنى اقتدر عَلَيْهِ. والمعيد: الَّذِي قد اعْتَادَ صيد القنيص. والملحم: اسْم فَاعل من ألحم إِذا أطْعم اللَّحْم. ويأوي إِلَى نسوةٍ عطل ...
الْبَيْت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute