على انه نصب أَيّمَا على الْمصدر أَو الْحَال مَعَ أَنه لم يذكر صَاحب الِاسْم وَلَا الْمَوْصُوف وَهُوَ فِي غَايَة الضعْف وَالْوَجْه الإتباع فِي مثله وَهُوَ رَفعه صفة لازدهاف لكنه حمله على الْمَعْنى لِأَنَّهُ إِذْ قَالَ فِيهَا ازدهاف فَكَأَنَّهُ قَالَ: تزدهف أَيّمَا ازدهاف.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَإِن قلت: لَهُ صَوت أَيّمَا صَوت أَو مثل صَوت الْحمار أَو لَهُ صوتٌ صَوتا حسنا جَازَ زعم ذَلِك الْخَلِيل. وَيُقَوِّي ذَلِك أَن يُونُس وَعِيسَى زعما أَن رؤبة كَانَ ينشد هَذَا الْبَيْت نصبا.
وَزعم الْجرْمِي أَن نَصبه على إِضْمَار تزدهف قَالَ: وَلَا يجوز نَصبه بازدهاف لِأَن الْمصدر لَا يعْمل فِي الْمصدر. وَهَذَا الْبَيْت من أرجوزة طَوِيلَة تزيد على ثَمَانِينَ بَيْتا لرؤية ابْن العجاج يُعَاتب بهَا أَبَاهُ مِنْهَا:
(إِنَّك لم تنصف أَبَا الجحاف ... وَكَانَ يرضى مِنْك بالإنصاف)
(وَهُوَ عَلَيْك وَاسع العطاف ... غاديك بالنفع وَأَنت جافي)
(عَنهُ وَلَا يخفى الَّذِي تجافي ... كَيفَ تلومه على الإلطاف)
(وَأَنت لَو ملكت بِالْإِتْلَافِ ... شبت لَهُ شوباً من الذعاف)
(والدهر إِن الدَّهْر ذُو ازدلاف ... بِالْمَرْءِ ذُو عطفٍ وَذُو انصراف)
إِلَى أَن قَالَ: وَإِن تشكيت من الإسخاف لم أر عطفا من أَب عطاف
(فليت حظي من جداك الضافي ... والنفع أَن تتركني كفاف)
(لَيست قوى حبلي بالضعاف ... لَوْلَا توقي على الإشراف)
...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute