للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عصير الْعِنَب وَالْمَاء عصير السَّحَاب قَالَ الله تَعَالَى: وأنزلنا من المعصرات مَاء تجّاجاً. انصرفوا إِذا شِئْتُم.

وَأَقُول: إنّ هَذَا التَّأْوِيل يمْنَع مِنْهُ ثَلَاثَة أَشْيَاء: أَحدهَا: أنّه قَالَ كلتاهما وكلتا مَوْضُوعَة لمؤنثين وَالْمَاء لمذكر والمذكر أبدا يغلّب على التَّأْنِيث كتغليب الْقَمَر على الشَّمْس فِي قَول الفرزدق:)

لنا قمراها والنّجوم الطّوالع.

أَرَادَ: لنا شمسها وقمرها. وَلَيْسَ للْمَاء اسْم مؤنث فَيحمل على الْمَعْنى كَمَا قَالُوا: أَتَتْهُ كتابي فاحتقرها لأنّ الْكتاب فِي الْمَعْنى صحيفَة.

وَالثَّانِي: أنّه قَالَ: أرخاهما للمفصل وأفعل هَذَا مَوْضُوع لمشتركين فِي معنى

وَأَحَدهمَا يزِيد على الآخر فِي الْوَصْف بِهِ وَالْمَاء لَا يُشَارك فِي إرخاء الْمفصل.

وَالثَّالِث: أنّه قَالَ فِي الْحِكَايَة: فالخمر عصير الْعِنَب وَقَول حسّان حلب الْعصير يمْنَع من هَذَا لأنّه إِذا كَانَ الْعصير الْخمر والحلب هُوَ الْخمر فقد أضيت الْخمر إِلَى نَفسهَا وَالشَّيْء لَا يُضَاف إِلَى نَفسه.

وَالْقَوْل فِي هَذَا عِنْدِي: أَنه أَرَادَ كلتا الخمرين: الصّرْف والممزوجة حلب الْعِنَب فناولني أشدّهما إرخاء للمفصل.

وفرّق اللغويون بَين الْمفصل والمفصل فَقَالُوا: الْمفصل بِكَسْر الْمِيم وَفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>