غُلَام حَافظ أَن امْرأ الْقَيْس كَانَ عَاشِقًا لابنَة عَمه فَاطِمَة وَيُقَال لَهَا عنيزة وَأَنه طلبَهَا زَمَانا فَلم يصل إِلَيْهَا حَتَّى كَانَ يَوْم الغدير وَهُوَ يَوْم دارة جلجل: وَذَلِكَ أَن الْحَيّ تحملوا فَتقدم الرِّجَال وتخلف الخدم والثقل فَلَمَّا رأى ذَلِك امْرُؤ الْقَيْس تخلف بعد مَا سَار مَعَ رجال قومه غلوة فكمن فِي غامض حَتَّى مر بِهِ النِّسَاء وفيهن عنيزة فَلَمَّا وردن الغدير قُلْنَ: لَو نزانا فاغتسلنا فِي هَذَا الغدير فَذهب عَنَّا بعض الكلال فنزلن فِي الغدير ونحين العبيد ثمَّ تجرّدن فوقفن فِيهِ فأتاهن امْرُؤ الْقَيْس فَأخذ ثيابهن فجمعها
وَقعد عَلَيْهَا وَقَالَ: وَالله لَا أعطي جَارِيَة مِنْكُن ثوبها وَلَو قعدت فِي الغدير يَوْمهَا حَتَّى تخرج متجردة فتأخذ ثوبها فأبين ذَلِك عَلَيْهِ حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وخشين أَن يقصّرن عَن الْمنزل الَّذِي يردنه فخرجن جَمِيعًا غير عنيزة فناشدته الله أَن يطْرَح ثوبهان فَأبى فَخرجت فَنظر إِلَيْهَا مقبلة ومدبرة وأقبلن عَلَيْهِ فَقُلْنَ لَهُ: إِنَّك عذبتنا وحبستنا وأجعتنا. قَالَ: فَإِن نحرت لكنّ نَاقَتي أتأكلن معي قُلْنَ: نعم فَجرد سَيْفه فعرقبها ونحرها ثمَّ كشطها وَجمع الخدم حطباً كثيرا فأجّجن نَارا عَظِيمَة فَجعل يقطع أطايبها ويلقي على الْجَمْر ويأكلن وَيَأْكُل مَعَهُنَّ وَيشْرب من فضلَة خمر كَانَت مَعَه ويغنيهن وينبذ إِلَى العبيد من الكباب فَلَمَّا أَرَادوا الرحيل قَالَت إِحْدَاهُنَّ: أَنا أحمل طنفسته وَقَالَت الْأُخْرَى: أَنا أحمل رَحْله وأنساعه.
فتقسمن مَتَاعه وزاده وَبقيت عنيزة لم تحمل شَيْئا فَقَالَ لَهَا:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute