الثاني: كسْب المال من الوجوهِ المُباحةِ، وهجْرُ كلِّ كسبٍ محرَّمٍ، فإنَّ الله طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّباً، واللهُ لا يُباركُ في المكسبِ الخبيثِ {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} .
مرَّ هذا الرجلُ الفقيرُ المعدومُ، وعليهِ أسمالٌ باليةٌ وثيابٌ رثَّة، جائع البطْن، حافي القدمِ، مغمور النَّسبِ، لا جاهٌ ولا مالٌ ولا عشيرةٌ، ليس له بيتٌ يأوي إليهِ، ولا أثاث ولا متاع، يشربُ من الحياضِ العامَّةِ بكفَّيْه مع الواردين، وينامُ في المسجدِ، مخدَّتُه ذراعُه، وفراشُه البطحاءُ، لكنَّه صاحبُ ذِكرٍ لربِّه وتلاوةٍ لكتابِ مولاهُ لا يغيبُ عنِ الصَّفِّ الأولِ في الصلاةِ والقتالِ، مرَّ ذات