للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

محمد بن صالح بن علي بن يَحْيى بن عبد الله بن محمد بن عُبيد الله ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.

يعرف بابن أُمِّ شَيْبَان، وهي والدة يحيى جدّ والده، وهي تيميَّة من ذرية طلحة بن عُبيد الله، وهو كوفي نزل بغداد وَكَانَ قَدِمها مع أبيه فِي سنة سبع وثلاثمائة، فلقي الشيوخ ثُمَّ استوطنها سنة ست وعشرين ويكنى أبا الحسن.

وكان مولده فِي سنة ثلاث وتسعين، وقيل فِي يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين.

وأخذ عن أبي بكر بن مجاهد، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، ومحمد بن محمد بن عُقبة وغيرهم. وصاهر قاضي بغداد أبا عمر محمد بن يوسف المالكي.

وكان يتفقه لمالك، فلما ولي قضاء القُضاة ببغداد أضيف إِلَيْهِ قضاء مصر والشأم وغيرهما. فشرط شروطاً، منها: أن لا يتناول عَلَى القضاء أجراً ولا يقبل شفاعة فِي فعل مَا لا يجوز ولا فِي إثبات حقّ. ورتب لكاتبه فِي كل شهر ثلاثمائة، ولحاجبه مائة وخمسين، ولمن يعرض عَلَيْهِ الأحكام مائة، ولخازن ديوان الحكم ولمن معه من الأعوان ستمائة، وتسلَّم عهده من المطيع، وكان الَّذِي أنشأه أحمد بن عبيد الله الشيرازي.

قال طلحة بن محمد بن جعفر: كَانَ أبو الحسن عظيم القدر، وافر العقل، واسع العلم، كثير الطَّلب للحديث، حسن التصنيف، مُدمِناً للدَّرْس والمذاكرة والنظر فِي فنون العلم والآداب متوسطاً فِي الفقه مالكي المذهب. قال: ولا أعلم من تقلَّد القضاء من بني هاشم بمدينة السلام قبله. قال: وَكَانَتْ ولايته القضاء بمدينة المنصور عوضاً عن أبي السائب عتبة فِي ربيع الأول سنة أربع وثلاثين. ثُمَّ قلده المطيع قضاء الشرقية مضافاً إِلَى مدينة المنصور فِي رجب سنة خمس وثلاثين فصار عَلَى قضاء الجانب الشرقي بأسره، ثُمَّ فِي شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين جمع قضاء بغداد لأبي السائب، وقلَّد أبا الحسن قضاء مصر وأعمالها والرملة وبعض الشأم.

<<  <   >  >>