فأجبتهم قد صمته ... فوقعت في وسط العذاب
هذا وهو في زمن الخريف فكيف لو في شهر آب
قال وأنشدني لنفسه أيضاً:
خان دهري عند احتياجي إليه ... وجفاني من كنت أحنو عليه
ناظري ثم عقلي وفؤادي ... وكذا خلى الذي اعتمادي عليه
أذكر الشيء ثم أنسى لوقتي ... ما تذكرته وما أرتجيه
قد تجاوزت تسعة ثم سبعين ولم أرعوى لما أنا فيه
فالاله الكريم يعفو عني ... من ذنوب أسلفت بين يديه
لا تضره الذنوب مني ولا ... ينقصه العفو إذا تبت إليه
قال وأنشدني أيضاً لنفسه:
يا مليح القد والوجه الحسن ... بان لما بنت عن جفني الوسن
صل محباً مستهاماً مغرماً ... حائراً يسأل سكان الدمن
هل أهيل الحي أنا ارتحلوا ... ففؤادي بهواهم مرتهن
ليت دهراً جار في فرقتهم ... عادلاً بالوصل يوماً في الزمن
يا أصحابي أعينوني على ... صرف الأيام تقضت في المحن
مازجت روحي غادة فاغتدى ... حبه يا صاح روحاً للبدن
ليس لي عنهم خروج أبداً ... لا ولا أدرجت في طي الكفن
موسى بن داود بن شيركوه بن شاذى أبو الفتح الملك الأشرف