للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: ثم استيقظت وانا احفظها. وممن رثاه العالم الفاضل شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد الحلبي كاتب الدرج بقوله:

أقم يا ساري الخطب الدميم ... فقد أدركت مجد بني العديم

هدمت وكنت تقصر عنه بيتاً ... له شرف يطول على النجوم

قصدت ذوي الكمال فعاجلتهم ... بذاك يحلى عقدهم النظيم

وإن تكنّف بابهم الرزايا ... حللت من المعالي في الصميم

أتدري من أصبت وكيف أمست ... بل العلياء دائمة الكلوم

وكيف رفعت قدر الجهل لما ... حفظت منار أعلام العلوم

ومكنت الصغار من الأيامى ... وسلطت الشفاء على اليتيم

ولم ينزل بوفد الرفد أندى ... سطاك سوى البكاء على الرسوم

عبرت وقد ضللت بطود علم ... أما تمشي على السنن القويم

بمن أودى بصرف الدهر قرماً ... فثار عليه للثأر القديم

بمن بسط الندى فأفاض عدلاً ... يكف الليث عن ظلم الظليم

صحيح الزهد غادره تقاه ... وخوف الله كالنضو السقيم

فكم قد بات وهو من الخطايا ... سليم النفس في ليل السليم

وكم أورى هداه لمستضيء ... وكم أورى هداه على هشيم

مضى وسراج منزلة البرايا ... ومورد بيته قلب القيوم

وودّع والثناء على علاه ... يفوق مضاعف البيت العميم

<<  <  ج: ص:  >  >>