للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأجل شيء آخر، لأن دعاءهم إيّاه كان لأنه برّ رحيم بالمؤمنين. فالكسر أبين في التأكيد (١).

«٦» قوله: (المسيطرون) قرأه قنبل وهشام بالسّين على الأصل، وقرأه حمزة بين الصاد والزاي على اللغة (٢) التي ذكرناها في البقرة في (الصراط)، وقرأ الباقون بالصاد لأجل الطاء، ليعمل اللسان عملا واحدا في الإطباق والاستعلاء، وقد مضى ذكر هذا كله وعلله في سورة البقرة وغيرها (٣). والسين هو الأصل، ولو كانت الصاد هي الأصل ما رجعت إلى السين لأن الأقوى لا ينقل إلى الأضعف، إنما ينقل إلى الأقوى أبدا، والسين أضعف من الصاد للإطباق والاستعلاء اللذين في الصاد دون السين.

«٧» قوله: ﴿يُصْعَقُونَ﴾ قرأه عاصم وابن عامر بضمّ الياء، وفتحها الباقون.

وحجة من فتح أنه جعله مستقبل صعق كعلم.

«٨» وحجة من ضمّ الياء أنه نقله إلى الرباعي، وردّه إلى ما لم يسمّ فاعله فعدّاه إلى مفعول، وهو الضمير في «يصعقون» (٤) يقوم مقام الفاعل، فهو مثل «يكرمون» ولا يحسن أن يكون من «صعق» ثم ردّ إلى ما لم يسمّ فاعله ك «يضربون»، لأنه إذا كان ثلاثيا لا يتعدّى، والفعل الذي لا يتعدّى لا يردّ إلى ما لم يسمّ فاعله، على أن يقوم الفاعل مقام المفعول الذي لم يسمّ (٥)


(١) التبصرة ١١٠ /أ، وإيضاح الوقف والابتداء ٩٠٩، والحجة في القراءات السبع ٣٠٧، وزاد المسير ٨/ ٥٣، وتفسير القرطبي ١٧/ ٧٠، وتفسير النسفي ٤/ ١٩٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ١٠٦ /ب، والكشف في نكت المعاني والإعراب ١٢٩ /ب.
(٢) ب: «العلة» وتصويبه من: ص، ر.
(٣) راجع السورة المذكورة، الفقرة «١٥٣ - ١٥٥».
(٤) ب: «ويصعقون» وتصويبه من: ص، ر.
(٥) قوله: «فاعله على … يسمّ» سقط من: ر، بسبب انتقال النظر.