للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٨» قوله: ﴿مُنْزَلاً﴾ قرأه أبو بكر بفتح الميم، وكسر الزاي، جعله مصدرا لفعل ثلاثي كان «أنزل» في الآية، دلّ على «نزل» فكأنه قال: «أنزلني نزولا مباركا» ويجوز أن يكون اسم مكان، كأنه قال: أنزلني مكانا مباركا فيكون مفعولا به. وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الزاي، وجعلوه مصدرا ل «أنزل» لأن قبله «أنزلني» فأتى المصدر على الصدر، كأنه قال: أنزلني إنزالا مباركا.

ويجوز أيضا أن يكون اسما للمكان، فيكون نصبه على المفعول (١)، وقد تقدّم ذكر «هيهات هيهات» والوقف عليهما (٢).

«٩» قوله: ﴿تَتْرا﴾ قرأه أبو عمرو وابن كثير بالتنوين. وقرأ الباقون بغير تنوين.

وحجة من نوّنه [أنه] (٣) جعله (٤) فعلا مصدرا من المواترة، وهي المتابعة بغير مهلة، فألفه في الوقف بدل من التنوين. ويجوز أن يكون ملحقا ب «جعفر»، فيكون التنوين دخل على ألف إلحاق، فأذهبها ك «أرطى ومعزى» ويدل على قوة كونه ملحقا في هذه القراءة أنه في الخط بالياء، فإذا كان ملحقا جاز أن يكون الوقف فيه على ألف الإلحاق، وتحذف ألف التنوين فتجوز إمالته لأبي عمرو كحمزة والكسائي في وصلهما ووقفهما. ويجوز أن يكون الوقف فيه على ألف التنوين، لأنه في موضع نصب، فلا تحسن فيه الإمالة حينئذ، والمعمول فيه الوقف على الإمالة لأبي عمرو في كل الوجوه، وهي الرواية (٥). ولا يحسن أن تجعل الألف، في هذه القراءة، للتأنيث، لأن التنوين لا يدخل على ألف التأنيث في هذا البناء ألبتة.


(١) الحجة في القراءات السبع ٢٣٢، وزاد المسير ٥/ ٤٧١، وتفسير النسفي ٣/ ١١٨. والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٧٣ /ب.
(٢) راجع «باب علل الروم والإشمام»، الفقرة «٨».
(٣) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٤) ب: «جعلاه» وتوجيهه من: ص، ر.
(٥) قوله: «والمعمول فيه … الرواية» سقط من: ص.