للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأنه بقدرة الله ﷿ وقوته ومشيئته كان الرمي، ويجوز رفع «تلقف» على أن تكون حالا من المفعول، وهو «ما» وهو «العصى»، وهو أبين.

«٢٠» وحجة من جزم أنه جعله جوابا للأمر في قوله: ﴿وَأَلْقِ﴾.

وجواب الأمر كجواب الشرط، وقد ذكرنا علة التخفيف فيما تقدّم (١).

«٢١» قوله: ﴿كَيْدُ ساحِرٍ﴾ قرأه حمزة والكسائي «سحر» بغير ألف، وقرأ الباقون «ساحر» بألف.

وحجة من قرأ بألف أنه لمّا أضيف إليه «الكيد» أتى ب «ساحر» دون «سحر» لأن «الكيد» إنما يضاف إلى «الساحر» ولا يضاف إلى «السحر».

«٢٢» وحجة من قرأ «سحر» بغير ألف أنه على إضمار تقديره:

كيد ذي سحر، فهي كالقراءة الأولى، أضيف «الكيد» إلى فاعل السحر فيهما. وقد ذكرنا الاختلاف في ﴿يَأْتِهِ مُؤْمِناً﴾ «٧٥» وعلته. وقد روي عن قالون أنه يصل الهاء بياء كورش، وروي عنه أنه يكسرها من غير ياء، وهو الأشهر (٢).

«٢٣» قوله: ﴿لا تَخافُ دَرَكاً﴾ قرأه حمزة بالجزم على أنه جواب «فاضرب» ورفع «تخشى» على أنه نفي، أي: ولست تخشى. وقرأ الباقون بالرفع على أنه حال من موسى ، على تقدير: اضرب لهم (٣) طريقا غير خائف ولا خاشيا، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، وبرفع «لا تخشى»


(١) راجع سورة الأعراف، الفقرة «٣٤ - ٣٥»، وسيأتي ذكره في سورة الشعراء، الفقرة «١٠»، وانظر زاد المسير ٥/ ٣٠٦، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٦٨ /ب - ٦٩ /أ، والكشف في نكت المعاني والإعراب ٨٥ /أ.
(٢) ر: «الأشهر عنه»، وراجع «باب علل هاء الكناية»، وانظر الحجة في القراءات السبع ٢٢٠، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٥٨، وتفسير النسفي ٣/ ٥٩، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٤٤ /ب.
(٣) ب: «له» وتصويبه من: ص، ر.