للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبو عبيدة والأخفش: سحته وأسحته، بمعنى، ومعنى «يسحتكم» يسحقكم ويهلككم (١).

«١٢» قوله: ﴿قالُوا إِنْ هذانِ﴾ قرأ ابن كثير وحفص «قالوا إن» بتخفيف «إن»، وشدّد الباقون، وقرأ أبو عمرو «هذين» بالياء، وقرأ الباقون بالألف.

وحجة من خفّف أنه لمّا رأى القراءة وخطّ المصحف في «هذان» بالألف أراد أن يحتاط بالإعراب، فخفّف «إن» ليحسن الرفع بعدها على الابتداء، لأن «إن» إذا خفّفت حسن رفع ما بعدها على الابتداء (٢) لنقصها عن شبه (٣) الفعل، ولأنها لم تقو قوة الفعل، فتعمل ناقصة، كما يعمل الفعل ناقصا، في نحو:

لم يك زيد أخانا، ومنهم من يعملها، وهي مخفّفة، عملها وهي مشددة، فالذي خفّف «إن» اجتمع له في قراءته موافقة الخط وصحة الإعراب في «هذان».

«١٣» وحجة من شدّده أنه أتى بها على أصلها، فوافق الخط، وتأوّل في رفع «هذان» ممّا (٤) نذكره (٥).

«١٤» وحجة من قرأ «هذان» بألف مع تشديد «إن» أنه اتبع خط المصحف، وأجرى «هذان» في النصب بألف على لغة لبني الحارث بن كعب (٦)، يلفظون بالمثنى بألف على كل حال، وأنشد النحويون في ذلك قول الشاعر:


(١) زاد المسير ٥/ ٢٩٦، وتفسير غريب القرآن ٢٨٠، وأدب الكاتب ٣٣٥.
(٢) قوله: «لأن إن اذا .. الابتداء» سقط من: ص.
(٣) ب، ر: «وزن» ورجحت ما في: ص.
(٤) ب: «ما» وتصويبه من: ر.
(٥) قوله: «مما نذكره» سقط من: ص.
(٦) يذكرهم ابن حزم ويعدّدهم، كما يذكرهم ابن دريد مع طرف من أخبارهم مع بعض من تيم بن عبد مناة وما كان بينهم من أيام انظر جمهرة أنساب العرب ٤١٦، والاشتقاق ١٨٥، ٢٤٦ وسواها.