للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التنوين، وخالفه ابن قتيبة، فاختار ترك التنوين، قال: لأنه اسم الوادي، وهو معدول كعمر وزفر. قال: ولأن بعض رؤوس الاي غير منوّنة، وهي رأس آية، فيجب أن نتبع رؤوس بعض الآي بعضا على مثال واحد (١).

«٦» قوله: ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ﴾ قرأه حمزة «وأنا اخترناك» على لفظ الجمع في الكلمتين للتعظيم لله والمبالغة في الإجلال له. وقد مضى له نظائر. وقرأ الباقون بالتاء ولفظ «أنا» على لفظ الواحد، ردّوه على ما قبله من لفظ التوحيد في قوله: «إني أنا ربّك» (٢).

«٧» قوله: ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ﴾ قرأ ابن عامر «أشدد» بهمزة مفتوحة مقطوعة، جعلها ألف المخبر عن نفسه، والفعل ثلاثي مجزوم، لأنه جواب الطلب، فهو كجواب الشرط، وقرأ «وأشركه» بضم الهمزة، جعلها ألف المتكلم أيضا، في فعل رباعي، وهو مجزوم، عطف على «أشدد». وقرأ الباقون «اشدد» بوصل الألف، جعلوه طلبا ودعاء، حملا على ما قبله من الطلب والدعاء، والابتداء بالضم، وهو مبني غير معرب على مذهب سيبويه والبصريين، وقرؤوا بفتح الهمزة والقطع «وأشركه» على الطلب أيضا، فهو مبني، والهمزة ألف قطع لأنه رباعي (٣).

«٨» قوله: ﴿الْأَرْضَ مَهْداً﴾ قرأه الكوفيون بفتح الميم وإسكان الهاء، من غير ألف، ومثله في الزخرف (٤). وقرأهما الباقون بكسر الميم، وبألف بعد الها.

وحجة من قرأ بألف أنه جعله اسما كالفراش، وهو اسم ما يمهد، كما


(١) زاد المسير ٥/ ٢٧٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٤٤، وتفسير النسفي ٣/ ٤٩، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٦٦ /ب، والنشر ٢/ ٣٠٧.
(٢) زاد المسير ٥/ ٢٧٥، وتفسير النسفي ٣/ ٥٠.
(٣) الحجة في القراءات السبع ٢١٦، وزاد المسير ٥/ ٢٨٢، وتفسير النسفي ٣/ ٥٢، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٦٧ /أ.
(٤) حرفها هو: (آ ١٠) وسيأتي فيها، الفقرة «٢».
الكشف: ٧، ج ٢.