للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحجة من قرأ بألف أنه ثنّى الفعل، لتقدّم ذكر الوالدين، وأعاد الضمير في أحدهما على طريق التأكيد، كما قال: ﴿أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ﴾ «النحل ٢١».

ويجوز أن يكون وقعت التثنية في هذا الفعل على لغة من رأى ذلك من العرب يثنّون الفعل، وهو متقدم، كما ثبتت (١) علامة التأنيث في الفعل، وهو متقدّم (٢) ويجوز أن يكون وقعت التثنية في «يبلغن» لتقدّم ذكر الوالدين ثم أبدل أحدهما أو كلاهما من الضمير في «يبلغن» (٣).

«٥» وحجة من قرأ بغير ألف أنّه لمّا رأى الفعل متقدّما قد رفع أحدهما أو كلاهما [وحده على الأصول في تقدّم الفعل، واستغنى بلفظ التثنية] (٤) عن تثنية لفظ الفعل، وهو الاختيار (٥).

«٦» قوله: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ﴾ (٦) قرأ نافع وحفص بكسر الفاء والتنوين، وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح الفاء، من غير تنوين، وقر الباقون بكسر الفاء، من غير تنوين وهي لغات كلها، وأصل «أف» المصدر من قوله: أفّه وتفه، أي: نتنأ ودفرا، وهو اسم سمّي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منوّن وغير منون، ذلك جائز فيه لأن فيه لغات مشهورة (٧). فمن نوّنه قدّر فيه التنكير، ومن لم ينوّنه قدّر فيه التعريف، ومعناه: لا يقع منك لهما تكرّه وتضجّر، وموضع «أف» نصب بالقول، كما تقول: لا تقل لهما شتما (٨).


(١) ب: «ثنيت» وتصويبه من: ر.
(٢) قوله: «وهو متقدم … متقدم» سقط من: ص.
(٣) قوله: «لتقدم ذكر … يبلغن» سقط من: ص.
(٤) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٥) الحجة في القراءات السبع ١٩٠، وزاد المسير ٥/ ٢٣، وتفسير النسفي ٢/ ٣١١، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٥٩ /أ، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١٤٢ /ب.
(٦) وسيأتي ذكره في سورة الأنبياء، الفقرة «٥».
(٧) ص، ر: «مشهورة كثيرة».
(٨) زاد المسير ٥/ ٢٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٤.