للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٢٢» وحجة من نصب أنه جعله في موضع خفض، لكن لا ينصرف للعجمة والتعريف، وهو معطوف على «إسحاق» والتقدير: فبشّرناها بإسحاق ويعقوب. وفيه غمز عند سيبويه والأخفش للتفرقة بين «يعقوب» وبين حرف العطف بالظرف [فكأنما فصلت بين الجار والمجرور بالظرف] (١) لأن حق حرف الجر. أن يكون ملاصقا (٢) لحرف العطف في اللفظ أو في (٣) المعنى. ولو قلت:

ومن وراء إسحاق يعقوب، فجئت بحرف الجر ملاصقا لحرف العطف لم يجز، كما أنك لو قلت: مررت بزيد وبفي الدار عمرو، لم يجز، ويقبح «وفي الدار عمرو» للتفرقة بالظرف ولكن يجوز نصب «يعقوب» بحمله على موضع «بإسحاق» لأن «بإسحاق» في موضع نصب، لأنه مفعول به في المعنى، وفيه بعد أيضا للفصل، بين الناصب والمنصوب بالطرف. ألا ترى أنك لو قلت: رأيت زيدا وفي الدار عمرا، قبح للتفرقة بالظرف. ويجوز أن تنصب «يعقوب» بفعل مضمر يدلّ عليه الكلام، كأنه قال: ومن وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب. وهو حسن. والرفع هو الاختيار لصحة إعرابه ولأن الأكثر [من القراء] (٤) عليه (٥).

«٢٣» قوله: (فأسر بأهلك) قرأه الحرميان بوصل الألف من «سرى»، كما قال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ﴾ «الفجر ٤» وذلك حيث وقع.

وقرأ الباقون بالهمز من «أسرى» كما قال: ﴿سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى﴾ «الإسراء ١» فهما لغتان مشهورتان (٦).


(١) تكملة لازمة من: ص، ر.
(٢) ب: «متلاصقا» ورجحت ما في: ص، ر.
(٣) ب: «وفي» وتصويبه من: ص، ر.
(٤) تكملة مناسبة من: ص، ر.
(٥) معاني القرآن ١/ ٣٨٣، ٢/ ٢٢، وتفسير الطبري ١٥/ ٣٩٦، وإيضاح الوقف والابتداء ٧١٥، وتفسير القرطبي ٩/ ٦٩، وتفسير مشكل إعراب القرآن ١١٧ /ب، وزاد المسير ٤/ ١٣٢، وتفسير النسفي ٢/ ١١٧
(٦) زاد المسير ٤/ ١٤١، والمختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٥٠ /ب - ٥١ /أ، وتفسير النسفي ٢/ ١٩٩